بكري المدني كتب لا يزال البعض يشجع تتريس طريق شريان الشمال. وقطع التجارة مع مصر. بتهمة ان المصريين يزورون العملة السودانية ويأخذون الموارد السودانية بأسعار غير حقيقية. ويشجعون فوق ذلك التهريب عبر معبر الشمال. ولقد كتبنا في ذلك ان المتهم الأول سودانيين وفندنا الادعاءات الصحيحة من حيث المعلومات. ولكن قلنا ان المعالجة لا تأتى بقفل الطريق على النحو الجاري
* المطلوب اليوم تتريس مصالح السودان ولكن بشكل مختلف. والتتريس الذي أعني يتم على عدة مستويات أهمها تقنين عمليات التصدير. بحيث يمنع منعا باتا تصدير أي مواد خام أو ماشية حية. وليكون هذا القرار فعالا نحتاج الى توطين الصناعات التحويلية. وفي عام واحد فقط يمكن جلب مائة مصنع ومسلخ من دول آسيا وأوروبا جاهزة وتركيبها في السودان عبر الشركات المختلفة ورجال المال والأعمال الوطنيين
* يمكن للدولة ان تدخل في إتفاقات وشراكات مع مائة رجل مال وسيدة أعمال من السودان. بحيث يمنحوا مزايا تفضيلية في جلب المصنع أو المسلخ الذي يريدون بتسهيلات كبيرة من الدولة وفق اشتراطات محددة تضمن لهم الأرباح. وتضمن الدولة لنفسها حصائل الصادر. وتصدر بذلك كل منتجات الماشية من اللحوم والألبان الطازجة للجلود. وتصدر أيضا الزيوت والعصائر الطبيعية بدلا عن تصدير الفول السوداني والسمسم والكركدي وغيرها !
* بدلا عن الهتاف والصراخ السياسي والدعوات لمبادرات دائرية لا تقدم ولا تؤخر. يمكن الدعوة لمؤتمر لرجال المال والأعمال السودانيين. لحفظ موارد هذا البلد والمشاركة في إنتاجها وأرباحها لصالح الدولة والشعب. ولصالحهم هم أيضا فهم أولى من الغريب ومن البعيد !
* اكتبوا وثيقة إعمار السودان بشفافية كاملة وشروط معقولة. وملكوا أولاد البلد حق الإستثمار بلا عوائق ولا غل في النفوس. وحافظوا على ثروات السودان. ووفروا آلاف الفرص للشباب. ومئات المشاريع المصاحبة تحت بند المسؤولية الإجتماعية في المناطق التى يتم فيها تركيب المصانع والمسالخ ومحالج القطن ومعامل النسيج.
* في عام واحد فقط وربما أقل يمكن ان يتحول السودان الى دولة مهمة في تصدير المصنوعات المحولة والمواد الغذائية. وأن يتوسع تدريجيا في هذا المجال مع الأيام. ومع ذلك يمكن فتح المعابر والموانئ والمطارات للمنتجات السودانية وهي تحمل الشعار القوى(صنع في السودان ).
‘
* ان مشكلتنا هنا وليست فى مصر. ومشكلتنا في أنفسنا وليس مع الآخرين. ومن يريد أن يعرف قيمة هذا البلد والخطورة عليه فليعلن غدا عن وصول عشرة مصانع فقط. كدفعة أولى من مجموع مائة مصنع للصناعات التحويلية لمنتجات الماشية والحبوب والصمغ العربي هذا دون الحديث عن مصانع ومصافي للذهب وبقية المعادن !
* أن حدث هذا بإعلان في عام – صدقوني على قول العزيز عثمان ميرغني – سنحتاج لكل الشباب والأحزاب وقوات الحركات والدعم السريع والشرطة والجيش لحفظ هذا البلد وحماية صادراته لأن وقتها فقط سيظهر العداء الحقيقي للسودان أما ما يحدث اليوم فهو مجرد استغفال !
* ان ازمتنا ليست أزمة موارد ولا أزمة عقول فهذه الأفكار ملقاة على قارعة الطريق ولا تحتاج عبقرية – ازمتنا أزمة ضمير ميت ونفوس كارهة وكل الذي نحتاج حياة للضمائر وحب للنفوس !
المصدر: تسامح نيوز