ما هو المطلوب من حزب المؤتمر الشعبي على وجه التحديد. حتى ينال ثقة القوى السياسية المختلفة جوهريا مع الحركة الإسلامية بتنظيماتها المختلفة ؟!
ان أول خطوة للتكفير عن 30 يونيو كانت واسعة جدا. وقد تمثلت في توقيع الشعبي مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وهى الورقة التى قادت قيادات الحزب للسجن. بينما ظل قرنق يسخر في الخارج بعبارات(الثورة تأكل أبيها )و (الترابي غاضب وليس لدي استعداد لإخراجه من دائرة غضبه )!
صحيح كان المؤتمر الشعبي جزءا من المؤتمر الوطنى. ولكنه أصبح لاحقا جزءا من قوى الإجماع الوطني. التى تناصبه العداء أما كونه شارك في آخر حكومة للنظام السابق وسقط معها. فمن من القوى السياسية المختلفة لم يشارك في المراحل المختلفة لنظام(الإنقاذ) من الحركة الشعبية وحتى الحزب الشيوعي عدا قلة؟!
ان ما يدعو للاستغراب ان الحدة تجاه الشعبي اليوم من القوى السياسية العلمانية وأنصارها. تبدوا أكبر من الحدة تجاه المؤتمر الوطنى نفسه فما تعرض له قيادات في الشعبي في (قرطبة). لم تتعرض له قيادات الوطنى الحاكمة في أي مكان -!
حدث هذا رغم ان الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور على الحاج. كان قد خرج على الهواء وقال للملأ ان العلمانية رحمة وان الفكر الإسلامي بائس. وان شعاراته خاطئة هذا على مستوى الفكرة. أما على مستوى النهج فلقد تاب المؤتمر الشعبي من الانقلابات العسكرية توبة لو وزعت على الأحزاب السياسية كلها لكفتها!
ثم – من يحاسب المؤتمر الشعبي على انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م. هل هو الحزب الشيوعي الذي قاد انقلابين على التوالى في العام 1969م و1970م؟!
ان الحزب الشيوعي تحديدا يمارس اليوم ما يشبه التحييز السياسي في مواجهة المؤتمر الشعبي. فما كادت قيادة الأخير وعضويته تبلع اهانة القيادي بالشيوعي السيد كرار. والذي علق على مبادرة الشعبي السياسية بالقول (ما أي زول بقعدوا معاهو). وهي المقولة التى سارت بها الأسافير. حتى خرج القيادي الكبير بالشيوعي المهندس صديق يوسف. ليقول ان اتصال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي به كان في الإطار الاجتماعي فقط مستبقا بهذا القول الحاد. اي تفسير آخر عن تواصل الأستاذ كمال عمر معه حتى وان كان في صالح العملية السياسية بالبلاد !
ان الاختلاف بين الناس وارد ويمكن رفض طرح أو حتى فكر. ولكن رفض الآخر مطلقا وفقط لكونه آخرا لن يساعد أبدا في تجاوز أزمة هذه البلاد المستفحلة مع السنوات والثورات !
المصدر: تسامح نيوز