بعض مما تعانيه إسرائيل بلغة الأرقام
كثيرة هي الجوانب التي يمكن الإضاءة عليها عند الحديث عن أزمات إسرائيل وماتعانيه ، وان هذا جزء يسير من نتائج فعل المقاومة سواء داخل فلسطين او في جبهات الإسناد ، وان كل هذه الجهود ستراكم نتائج تفضي في نهاية المطاف إلى هزيمة العدو بإذن الله تعالى وماذلك بالأمر البعيد.
وفي حالة الترقب التي يعيشها العدو وهو لايدري متى ينفذ محور المقاومة
قراره القاطع بالرد ومع عدم معرفة إسرائيل بطبيعة ولاحجم ولا وقت هذا الرد فانها توقن بان هذا الغموض الذي يفرض عليها حالة الاستنفار يستنزف طاقتها البشرية والمادية وصولا إلى الهجمات المتوقعة من مختلف الجبهات مما يجعلها تتمني ان ينفذ المحور هجماته وينتهي هذا الهاجس.
واذا أردنا التطرق إلى بعض ما تعانيه إسرائيل بلغة الأرقام فان أحدث التقارير تقول بارتفاع العجز التراكمي الحكومي إلى أكثر من 8 ٪ في حين كانت التوقعات ان يستقر هذا العام في 6٪ ويقدر اجمالى العجز المالى – وجله بسبب الانفاق العسكري – بأكثر من أربعين مليار دولار حتى الآن.
اول المتضررين كان مطار بن غوريون الدولى الذي تعطلت فيه حركة الملاحة الدولية بإلغاء عشرات شركات الطيران رحلاتها من وإلى تل أبيب واستمرار تعليق رحلاتها إلى كيان العدو مما جعل عشرات آلاف الإسرائيليين عالقين خارج فلسطين لايستطيعون العودة في ظل عدم توفر البدائل المناسبة وقد يفاقم اغلاق المطار الأزمة بمغادرة بعض الشركات الأجنبية فلسطين المحتلة وسحب الاستثمارات فيها والتي تراجعت في الشهور الأخيرة بنسبة 70 ٪.
أما وقد وضعت إسرائيل نفسها في درجة عالية من التاهب حاشدة انظمتها الدفاعية فان هذا يتطلب مزيدا من القوي البشرية والامكانات المالية واللوجستية لابقاء منظومات الدفاع الجوي في قمة الجاهزية ومع توقع تعرض إسرائيل لهجوم باسراب من المسيرات الاتقضاضية ومئات الصواريخ فان كلفة المنظومات وتشغيلها ينتظر ان تكون كبيرة ، وهكذا حال سلاح الجو الإسرائيلي الذي استنفر قواته استعدادا لتوجيه ضربة مضادة محتملة اذا ما وقع هجوم من جانب إيران او حزب الله او من ميادين أخرى حيث زاد سلاح الجو من طلعاته على كافة الجبهات ، وهو نفس الاستنفار الموجود أيضا في سلاح البحرية لاسيما مع ازدياد الحاجة إلى توفير الحماية لمنصات استخراج الغاز الطبيعي.
وتستعد إسرائيل أيضا لعمليات اجلاء لمناطق مفتوحة في صحراء النقب حيث أعلنت الجبهة الداخلية في الجيش الاستعداد لإقامة مدينة خيام هناك لاستيعاب اعداد كبيرة من الاسرائليين الذين قد يضطرون إلى مغادرة بلداتهم ومدنهم في شمال فلسطين المحتلة.
وتخشي السلطات من خسائر اقتصادية كبيرة حال تعرض منشئاتها الهامة ومرافقها الحيوية للقصف كمحطات الكهرباء والسكك الحديد ومستودعات الوقود والغاز وغيرها خاصة وإنها تحت مرمي الصواريخ.
وقد اخذت إسرائيل في اعتبارها إمكانية وقوع قتلى وجرحي بإعداد كبيرة حيث أعلنت حالة تشبه الطوارئ في مستشفياتها خاصة في الشمال واستنفرت كوادرها الطبية كما وضعت في حساباتها نقل مصابين إلى وسط البلاد إلى جانب تحويل مواقف السيارات إلى ما يشبه المستشفيات الميدانية تحت الارض.
واضطرت عشرات المصانع في الشمال إلى اغلاق أبوابها بامر من الجبهة الداخلية او تقليل كميات المواد الخطيرة فيها تحسبا لاستهدافها بالصواريخ لاسيما مستودعات الامونيا ومصانع تكرير البترول في حيفا ، وفي راي البعض ان حالة التوتر هذه مؤشر الى انتهاء عصر الحروب الخاطفة التى شنتها إسرائيل في السابق ودليل على ان أعداءها باتوا أكثر مقدرة على أيلامها اقتصاديا وشل الحياة الطبيعية فيها.
سليمان منصور