أخبار السودان :
بعض صور الحرب.. دعونا ننتبه
يقول البعض انه لم يعد الناس اليوم بحاجة إلى تنبيههم لخطورة الحرب الناعمة واثارها فقد اضحت واضحة ويعرف الناس مدي الآثار التي تترتب عليها وكيف انها من الخطورة بحيث تغطي على ماسواها من وسائل وتتقدم عليها ، وطالما ان هذا الأمر بات واضحا فانه لايحتاج إلى كثير تنبيه له ، هكذا يقولون ، ونخاطبهم ليت الناس تعي جيدا ما يراد بهم وكيفية مهاجمتهم والدخول عليهم.
وحتي يتضح للناس بصورة كاملة ماذا نعني دعونا نتوقف قليلا مع ميدان من ميادين الحرب الناعمة قد لا ينتبه له البعض.
ومع الاستاذ وائل كركي نتوقف قليلا وهو يتحدث عن جانب من جوانب هذه الحرب وكيف اننا ومن غير انتباه قد نقع في الشرك.
هناك فريقان في مواقع التواصل الاجتماعي لابد أن ننتبه لهما ونحذر منهما الأول من يزيد من الخصوم والاعداء ويوفر عليهم دفع المصاريف
وهناك من يكتب تحليلات تعجب الكثيرين وهي في الحقيقة تقطيع من هنا وهناك ثم تجميع وصياغة في مكان واحد لتخدم غرضا معينا.
عدوك او خصمك السياسي الذي يدفع مبالغ طائلة ليشوه صورة مجتمعك او فكرة تؤمن بها او يروج لمفاهيم تسعي انت للحرب عليها ، لماذا تهتم به وبمنشوراته وتتفاعل معها حتى عن طريق النقد والرد عليه ؟ نعرف ان قصدك سليم لكن لابد أن تعرف انه يريد منك فقط التفاعل وليس مهما عنده تأييدك له إذ انك بتفاعلك معه وانتقادك له مثلا او الرد عليه تسهم في نشر المادة التى كتبها وتوسيع الدائرة التي تغطيها ويستطيع عبر تعليقك او حتى تفاعلك معه ان ينتشر في مساحات أوسع ويحقق رقما أعلى في الترند وتكون انت قد خدمته وحققت لعدوك الهدف الذي يرجوه ويطمح اليه.
صانع المحتوي يسعي ان يظهر محتواه عند أكبر شريحة ممكنة وانت بتعليقك على منشوره وحتى انتقادك له وردك عليه يعتبر مساعدة كبيرة منك اليه وهو لا يريد منك أكثر من ذلك فانتبه إلى أن أصدقاءك ومتابعيك عبر تعليقك وتفاعلك يطلعون على المنشور المعادي فقط لانك علقت عليه أو حتي تفاعلت معه.
وهناك عشرات الصفحات ان لم تبلغ المئات تنشر يوميا بل على مدار الساعة محتوي معاديا لمقاومة مثلا ومواجهة الاستكبار وتمارس تضليلا إعلاميا من الدرجة الأولى وكلها تتلقي تمويلا ضخما وكثيرون يعرفون الجهات الداعمة لها فلماذا نساعدهم في إيصال محتواهم التضليلى الى أكبر عدد من الناس؟ اليس هذا اشتراكا منا من حيث لاندري في مساعدة العدو الذي يوظف عدم انتباهنا وغفلتنا ويستخدمنا لنضرب أنفسنا وفكرتنا بأيدينا وهو يتفرج على سذاجتنا وعدم وعينا؟ وعلينا أن نتجاهل تماما هذه المنشورات ولا نتفاعل معها مطلقا ولوحدها سوف تتراجع وتنتهي لعدم انتشارها فتموت في مكانها.
أما الثاني الذي يوحي للغير بأنه محلل استراتيجي وصاحب قلم مميز وان الناس تنتظر ما يجود به عليهم حتي يستطيعوا فهم ما يجري حولهم لماذا نساعده بنشر هذه التحليلات دون أن نتبين إلى أنه قام بتقطيع وتجميع وبين الفقرات يدس ما يريد ايصاله للناس باعتبار ان جودة المحتوى وقوة الطرح يغطيان على الخفي الذي يراد به الوصول والمسؤولية الأخلاقية تفرض علينا التبيان قبل إعادة النشر ويجب أن لا نصدق كل مايقال.
سليمان منصور