منذ تصاعد المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من محاور البلاد قبل 8 أشهر، تتواصل موجات النزوح من المناطق والمدن التي أصبحت مسرحًا للقتال بعد أن كانت ملاذًا آمنًا للنازحين من مناطق الحرب.
وكانت مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة السودانية، إحدى هذه المدن التي قدمت العون لآلاف النازحين الفارين من الخرطوم، لكن سكانها اليوم يتحولون من مضيفين إلى ضيوف في المناطق المجاورة كسنار والدندر والقضارف وكسلا، بفعل هجمات قوات الدعم السريع.
وفتحت قرى ومدن المناطق المجاورة أبوابها لاستقبال الوافدين بالمدارس والمساجد، فضلًا عن لجوئهم إلى المتنزهات والحدائق والطرق العامة، إضافة إلى قيام عدد من الأسر والعائلات الكبيرة في تلك المناطق باستقبال النازحين في منازلهم.
ورغم ما تجلبه الحرب من دمار ومعاناة فإنها تكشف جانبًا آخر يعبر عن تكافل وتضامن الشعب السوداني، من خلال مبادرات فردية وجماعية لإغاثة آلاف النازحين الهاربين من القتال.
وجدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي أعلن أن عدد النازحين وصل إلى أكثر من 7 ملايين شخص في السودان، معربًا عن قلقه إزاء انتشار العنف وتمدده إلى مناطق تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع مبادرات إغاثة النازحين. وعبّر طه ياسين، عن أسفه لما يتعرض له الشعب السوداني، وقال: “الشعب السوداني شعب كريم يستحق حياة أفضل بعيدًا عن الحروب والخراب”.
أما فيصل فقد أشاد بالمبادرات، وقال: “هذا ليس غريبًا على الشعب السوداني الشقيق العظيم”
ينما عبرت نبيهة عن حزنها لحال السودان وقالت: “هذا حال الدول العربية المسلمة. الجوع والفقر والتهميش والحرب والقتل، لماذا لا يوجد هذا في الدول الغربية؟ كلها خطط لتهميشنا وتشريدنا وقتلنا كي لا نتقدم”.
المصدر: قناة العربي