بعد ايران ضغط غربي على الجزائر
اتهام برلمانيون اوروبيون للجزائر بدعم روسيا يكشف مدي عنجهية الاوروبيين والغرب بشكل عام ، وعدم ادراكهم انه ليس لهم الحق في ما يقومون به ، فمن ابجديات التعامل بين الدول احترام قرار اي دولة في إقامة علاقة مع من تشاء ، وايضا لكل دولة الحق في توسيع دائرة التبادلات التجارية بينها وبين غيرها من الدول ، ويفترض ان لايكون في هذا الأمر تجريم ولا إمكانية للسؤال حوله من الأساس.
ومن المعروف ان الاوروبيين والغرب بشكل عام حاولوا التشويش على الجزائر وعلاقتها بموسكو واثاروا لغطا كثيرا في هذا الباب ، وقد تابعنا في الانباء ان عدد سبع وعشرين نائبا في الكونغرس الأمريكى سبق أن تقدموا بطلب إلى وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بضرورة مساءلة الجزائر عن توقيعها عقد بيع سلاح لروسيا ، واعتبر النواب الامريكان ان بيع السلاح لروسيا يدعمها في حربها على أوكرانيا ، ولابد من إيقاف هذا النوع من التعامل ، وإلى هذا المنحي ذهب نواب في البرلمان الأوروبي إذ تبنوا المطالب التي قدمها النواب الامريكان فى الكونغرس ، وخاطبوا البرلمان والحكومات في بلدانهم ان تضغط على الجزائر لإيقاف تعاونها مع الروس ، ويعتبر هذا العمل نوعا من الوصاية الغربية ، والذهنية الاستعمارية التي مازالت تعشعش في اذهان الغرب وبالذات أوروبا ، ومن الغريب ان يفكر الغربيون في ممارسة ضغط على الجزائر وينتظرون ان يثمر ويعرفون ان من نافلة القول أن الجزائر كدولة مستقلة لها الحق التام في عقد اتفاق مع من تشاء دون أن يكون لاى جهة ان تسالها عن ذلك فهذا امر يدخل في باب السيادة والاستقلال ، والعجيب ان من يثيرون هذا الكلام لايرون باسا في تمويلهم العلني المفتوح لاوكرانيا وتصدير شحنات الأسلحة وتخصيص الاموال لدعم كييف في حربها مع موسكو ، بل يرى الغربيون ان هذه معركتهم ، وان حتي مشاركتهم في الحرب – على فرض حدوثها – لا حرج فيها ، وهذا الكلام يكشف بلا شك عن المنطق الاعوج والعقلية الاستعمارية وروح الاستكبار التي يتعامل بها الغرب مع الآخرين ويريدهم ان يخضعوا له ولايناقشوه وهذا ما لايمكن السماح به بالطبع.
إن المحاولات التي تجري الان مع الجزائر للضغط عليها وحملها على تنفيذ ما يراد لها لا ما تريد هي ، هذه المحاولات نفسها تمت مع إيران التي كثر الحديث عن تزويدها لروسيا بطائرات شاهد المسيرة التي اثبتت فعالية متقدمة في ساحات المواجهات ومحاولات الغرب الضغط على ايران بإثارة الضجيج عن تصديرها هذا النوع من الطائرات لروسيا لكن ايران لم ترضخ للغرب ولن ترضخ له وهي التي ظلت ترفض بشكل مطلق التحدث معها فى اى امر سيادي والغرب يعرف ذلك جيدا ، وعلى الجزائر ان تصد الغرب وبصورة حاسمة عن الحديث معها في اي امر يخص السيادة واستقلال القرار وهذا ما سيضعف الضغوط الغربية ويجعلها ليست اكثر من إثارة إعلامية ولا اثر واقعي لها على الأرض.
سليمان منصور