بريطانيا ماض قبيح وحاضر اشد قبحا
لايحق لدولة كبريطانيا ان تتحدث عن الأخلاق وتوصى هذا وذاك برعاية حقوق الإنسان كما تفعل احيانا ، وهاهى عبر سفارتها فى اكثر من عاصمة تحدث الناس عن أهمية مراعاة حقوق الإنسان ، وفى الواقع ان هذا الأمر غريب ان يصدر عن دولة كبريطانيا الغير مؤهلة سياسيا وأخلاقيا للحديث عن هذا الأمر ، فهى صاحبة الماضى الاستعمارى الأسود البغيض والحاضر الموغل فى الظلم ودعم الانظمة الديكتاتورية المستبدة التى لاتراعى القيم والحقوق ولاتلتزم بقانون اصلا كمشيخات الخليج وبعض البلدان فى أفريقيا التى يمارس حكامها استبدادا وقهرا لشعوبهم ، وبريطانيا تغض الطرف عن مظالمهم وعدوانهم على الأبرياء كما فى الحرب العبثية الظالمة التى يشنها تحالف العدوان السعودى الأمريكى الصهيونى على اليمن ، وبريطانيا ضلع اساسى فى هذا الحلف العدوانى الذى يقتل أطفال اليمن ويدمر بلدهم ويريد حملهم قسرا على ما لايريدون ، أو دعونا ننظر الى الجناية البريطانية الكبرى على الشعب الفلسطينى عبر وعد بلفور المشؤوم وهو عطاء من لا يملك لمن لايستحق.
بريطانيا كما اسلفنا صاحبة تاريخ اسود وماض غير مشرف ولا محترم ،
ونستغرب من مطالبتها البعض بمراعاة
حقوق الإنسان ، ونورد أدناه انتقاد الأسقف الجنوب افريقى الراحل
ديزموند توتو لبريطانيا إذ كان يومها معلقا على مقاضاة بعض ضحايا التعذيب فى كينيا لبريطانيا التى عذبتهم بشدة ايام احتلالها هذا البلد ،
وكان الأسقف الجنوب افريقي الراحل قد دعم قضيتهم ، وقال الأسقف الراحل حينئذ: “من وجهة نظري، فإن محاولة الحكومة البريطانية التملص من مسؤوليتها عن التعذيب الاستعماري البريطاني تمثل تخليا غير مقبول عن المسؤولية”.
وأضاف قائلا: “إصرار بريطانيا على وجوب احترام الحكومات في جميع أنحاء العالم للمعايير الدولية لحقوق الإنسان سيبدو أجوفا بشكل متزايد إذا تم إغلاق الباب في وجه هؤلاء الضحايا للتعذيب البريطاني”.
وفي عام 2009، رفعت شركة المحاماة كو آند لي داي في لندن دعوى نيابة عن 5 كينيين مسنين لطلب تعويضات. وقالت الشركة إن موكليها عانوا بشدة في معسكرات الاعتقال أو على أيدي جنود بقيادة البريطانيين.
كما رفع مسنون كينيون دعوى ضد الحكومة البريطانية في عام 2009
وقال المحامي مارتين داي لبي بي سي في عام 2011: “تم وضعهم في معسكرات حيث تعرضوا للتعذيب الشديد وسوء التغذية والضرب، وتعرضت النساء للاعتداء الجنسي، كما تم إخصاء اثنين من الرجال، لقد كان أعنف تعذيب يمكن أن تتخيله”.
واضاف المحامي قائلا:” كان الكثير من الضباط المتورطين من البيض، ولم تكن الحوادث فردية منعزلة فقد كان الأمر منهجيا، لقد كان الهدف هو كسر إرادة الماو ماو”.
وقالت بريطانيا إن هذا الادعاء غير صحيح بسبب الفترة الزمنية التي انقضت منذ وقوع الانتهاكات المزعومة، وأن أي مسؤولية تقع على عاتق السلطات الكينية بعد الاستقلال في عام 1963.
لكن شركة المحاماة قالت إن القضية “فرصة للحكومة البريطانية للتصالح مع الماضي والاعتذار للضحايا والشعب الكيني عن هذا الخطأ التاريخي الجسيم”.
وهكذا رسم الانجليز صورة قبيحة فى اذهان الشعب الكينى وهكذا الاستعمار فى كل مكان فحيث ما حل اسفر عن وجهه القبيح والغير محترم.
هذه هى بريطانيا لا تاريخ مشرف محترم ولا ماض يستحق التقدير فهى من ظلم هذا إلى ظلم ذاك ومن استبداد إلى استبداد.
سليمان منصور