برمة ناصر….هل تعى ما تقول؟
البعض يتحدث وكأنه تحت تاثير الزهايمر ، واخرون تجزم انهم يغردون خارج السرب ، وصنف لا تتحرج فى القول انهم لايعون ما يقولون ، لكن من الغريب ان تجتمع هذه الأمور فى شخص واحد .
رئيس حزب الأمة القومى المكلف اللواء أركان حرب معاش فضل الله برمة ناصر قائد سياسى ورجل عسكرى معروف ، وفوق ذلك هو أحد الذين يفترض ان تكون التجربة قد عركتهم وعاشوا تقلبات سياسية وعسكرية واجتماعية أثرت ايجابا فى صياغة شخصيته وتكوينها بما يجعلها متزنة وملتزمة سياسيا ومنضبطة تنظيميا.
اللواء برمة ناصر قيادى فى حزب الأمة ، وتولى مناصب عليا فى الحزب لدورات عديدة ، ويفترض فيه ان يكون ملتزما بتوجهات الحزب ومواقفه فى القضايا المفصلية ، مع حقه فى التعبير عن ارائه الخاصة والاعلان عن مواقفه التى يخالف فيها الحزب لكن يلزم رفعا للالتباس وابتعادا عن اى تشويش يلزم ان يكون واضحا ويفصل بين رأيه الخاص وموقف الحزب ، لكن الرجل وقع فى المحذور وخلط الأمور وهو يصرح تصريحا غير مقبول ويخالف بقوله ما ثبت من مواقف واضحة للحزب.
دعونا نقرأ هذا الخبر :
أكد رئيس حزب الأمة القومي المُكلف فضل الله برمة ان قرار التطبيع مع إسرائيل يجب أن يتخذ من داخل البرلمان ولا تقرره الحكومات الانتقالية ، ونبه إلى وجود صراع وتكالب دولي على السودان، في وقت قال فيه أنهم مع قيام دولة إسرائيلية وفلسطينية ، وأشار إلى أن زيارة كوهين للخرطوم أتت وسط تصعيد إسرائيلي ضد الفلسطيين، وطالب بتهدئة الأجواء ووقف التصعيد.
انتهى الكلام المنسوب للسيد رئيس الحزب ، ومن الغريب ان يقول الرجل هذا الكلام المناقض تماما لمواقف الحزب الواضحة ضد وجود إسرائيل اساسا وليس فقط ضد التطبيع.
المرحوم السيد الصادق المهدى قال اكثر من مرة وحتى قبل وفاته باسابيع ان وجود إسرائيل اصلا غير شرعى ، وان مجرد التواصل معها جريمة ، وكان يسعى لتأسيس هيئة عليا تناهض الدعوة للتواصل مع العدو الصهيونى ، واقترح فى ندوة مشهودة بالعاصمة الوطنية ام درمان ان يتم النص فى القانون على تجريم التواصل مع إسرائيل ، وبعد وفاة السيد الصادق المهدى أكدت السيدة رباح الصادق على مواقف الحزب الواضحة ضد التطبيع ، وهذه هيئة شؤون الأنصار تصرح اكثر من مرة وعبر رئيسها الدكتور عبد المحمود ابو انهم ضد إسرائيل والصهيونية ، وغير ذلك من المواقف الواضحة لقيادات الحزب وطائفة الأنصار الذين كان كلامهم واضحا ، ولكن السيد اللواء برمة ناصر ومن موقعه كرئيس للحزب
يقول ما يخالف مواقف الحزب دون أن يفصل بين رأيه الخاص ورأى الحزب ، وهذا خطأ فادح وقع فيه الرجل وليته ينتبه لخطئه الكبير ويعود عنه إلى الصواب.
سليمان منصور