بدر دحلان نموذج على فاشية الاحتلال
لن نحتاج مع هذه الشواهد المتضافرة إلى ايراد دليل على خروج إسرائيل عن قواعد القانون وتجاوزها كل الاطر والمواثيق الدولية في تعاملها مع الاسري المعتقلين.
وقد شاهد العالم اجمع كيف يخرج الاسرى الفلسطينيون من سجون الاحتلال وهم في حالة يرثي لها وتبدو عليهم آثار التعذيب والجوع والمرض وسلطات الاحتلال ترفض ان ناخذ أسراها إلى المستشفيات وتمتنع عن توفير الطعام والدواء اللازم حتى لأولئك المرضى الذين يحتاجون إلى غذاء وعلاج خاص والعالم المنافق بمنظماته ومؤسساته التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان صامتون عن جرائم الاحتلال حتى وهو يتعامل بقسوة وفاشية مع الاسرى كبارا وصغارا نساء ورجالا.
وقد انتشرت في اليومين الماضيين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مقاطع فيديو تظهر شابًا فلسطينيًا يُدعى بدر دحلان بعدما أفرج عنه الجيش الإسرائيلي الخميس الماضي ضمن فوج من 33 معتقلًا من قطاع غزة عبر معبر كيسوفيم (القرارة) العسكري شرق قطاع غزة.
ومن بين هؤلاء المعتقلين، تم نقل 4 إلى مستشفى شهداء الأقصى، بينهم الشاب بدر دحلان بعد شهر من اعتقاله.
وظهرت صورة بدر دحلان على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد بدت عليه علامات اضطراب نفسي، ما أثار تساؤلات حول ما تعرض له أثناء فترة احتجازه.
وأفاد طبيب في مستشفى شهداء الأقصى لبرنامج غزة اليوم عبر بي بي سي، بأن بدر يعاني من اضطراب نفسي ناتج عن التعذيب والظروف القاسية التي تعرض لها خلال الاعتقال.
واستفسرت بي بي سي عن حالة بدر دحلان وظروف احتجازه، وقال بكلمات موجزة ومشوّشة، إنه يبحث عن مكان عائلته، وإنه سمع أن منطقة خان يونس قد دُمِّرت بالكامل، مضيفا أنه لا يرغب حاليا إلا “برؤية أهلي والخروج من هنا”.
من جهته، قال محمد هاشم دحلان، وهو ابن عم بدر، إن “بدر متزوج وأب لفتاة صغيرة، ولم يكن يعاني من أي مشاكل نفسية في السابق، لكن الظروف أدت إلى مرضه الأخير، والذي تفاقم بعد غزو رفح.. لقد بذلنا الكثير من الجهود للحصول على أدويته لكن دون جدوى.. ونتيجة لذلك، لم يتناول أدويته لمدة ستة أشهر، وهكذا أصبح غير قادر على التعرف على محيطه”.
ويضيف محمد أن بدر كان يعيش في خيمة قريبة من جامعة الأقصى في خان يونس، مع والده وإخوته، فيما غادرت والدته للعلاج في مصر، مشيرا إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي اعتقلوا بدر بعد أن ضلَّ طريقه بسبب حالته النفسية المتفاقمة نتيجة عدم تناول الأدوية.
وأضاف أن العائلة تلقت اتصالًا يفيد بأن بدر موجود في إحدى مدارس دير البلح بعد خروجه من المستشفى، مؤكداً أن بدر يحتاج إلى علاج نفسي لاستعادة صحته.
وقال الطبيب في مستشفى شهداء الأقصى، الذي تحدثت معه بي بي سي، إنه سأل السجناء المفرج عنهم عن ظروف احتجازهم في السجون الإسرائيلية، حيث رووا له تعرضهم للضرب والإهانة والبصق والتعرية وهجوم الكلاب البوليسية.
وأدت هذه الظروف إلى استشهاد بعضهم، مثل الدكتور إياد الرنتيسي والدكتور عدنان البرش، وفق ما نقل الطبيب عن محتجزين سابقين.
وأشار الطبيب إلى أن “بدر تعرض للتعذيب مما أدى إلى تدهور حالته الصحية والنفسية وأفقده عقله وإنسانيته ولم يعد قادراً على التصرف بشكل صحيح”.
وذكرت الأونروا في تقرير صدر في أبريل إن السجناء أبلغوا عن سوء المعاملة طوال فترة احتجازهم.
وأضافت أن ذلك شمل الضرب، والحرمان من الطعام، ومنعهم من الوصول إلى الماء أو المراحيض، والضرب على أيديهم، إضافة إلى تقييد القدمين بأربطة بلاستيكية.
سليمان منصور