في مقابل سعي عربي متدحرج صوب التطبيع مع الاحتلال، فقد جددت إسلام أباد رفضها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت إسلام أباد على لسان وزير خارجيتها بيلاوال بوتو زرداري، الجمعة، أن موقف بلاده من القضية الفلسطينية “واضح للغاية ولم يتغير”، رافضا تقارير تحدثت عن عزم باكستان تطبيع العلاقات.
وقال الوزير الباكستاني على هامش مؤتمر صحفي، ضمن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حاليا بالمقر الدائم للمنظمة الدولية في نيويورك: “دعوني أؤكد هنا أن موقفنا إزاء القضية الفلسطينية واضح للغاية وسياسة باكستان الخارجية لم تتغير على الإطلاق”.
وكان زرداري يجيب عن أسئلة الصحفيين بشأن تقارير إعلامية تحدثت عن إجراء وفد باكستاني يضم وزيرا سابقا زيارة إلى القدس المحتلة مؤخرا، والاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين تمهيدا لتطبيع العلاقات بين الجانبين.
وأضاف وزير الخارجية الباكستاني: “لقد نشر مكتبي، الخميس، بيانا رد فيه على اتهامنا بالتطبيع”.
وتابع بأن “مثل هذه الأمور تحدث في كل مرة تنظم فيها بعض منظمات المجتمع المدني أحداثا كهذه.. ولا دخل للحكومة الباكستانية في ذلك على الإطلاق، ليس لنا أي علاقة بهذا”.
وتبين أن “إحدى منظمات المجتمع المدني التي يقع مقرها الرئيسي خارج باكستان هي التي قامت بتنظيم زيارة للاحتلال”.
وأضاف بيان للخارجية: “باكستان تدعم بثبات حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير”.
وشددت الخارجية على أن “إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيا بحدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف وفقا لقرارات الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي ذات الصلة، أمر حتمي من أجل سلام دائم في المنطقة”.
زيارات سابقة ونفي
وكانت تقارير إسرائيلية تحدثت عن زيارات تطبيع من مسؤولين باكستانيين للاحتلال الإسرائيلي في العام 2021، مع استمرار الإعلان الرسمي بنفيها.
وسبق أن نفى زلفي بخاري المساعد الخاص لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، تقريرا نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، يتحدث عن زيارة لبخاري تل أبيب في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، لتمرير رسائل من خان وقائد الجيش الباكستاني قمر جاويد باجوا لرئيس الموساد السابق يوسي كوهين.
وكانت الصحيفة الإسرائيلية ذكرت في كانون الأول/ ديسمبر 2020، أن “مستشارا كبيرا لزعيم دولة ذات غالبية مسلمة كبيرة زار إسرائيل مؤخرا”، دون أن تذكر اسم الدولة وهوية المستشار.
من جانبها، رأت صحيفة “هآرتس” العبرية، في تقرير ترجمته “عربي21″، أنه رغم النفي الباكستاني الرسمي، فإن رباعيا جيوسياسيا غربيا ومتناقضا، سيقرر في الواقع التطبيع المحتمل بين إسلام أباد وتل أبيب.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأطراف، تتمثل في حركة طالبان الأفغانية، والمملكة العربية السعودية، وباكستان، وإسرائيل، منوهة في الوقت ذاته إلى أن بخاري ليس وحده من يسارع لإغلاق ملف العلاقات الباكستانية-الإسرائيلية، إنما سارع مستشار آخر لخان وهو أرسلان خالد، إلى دحض التقارير الإسرائيلية، باعتبارها “دعاية كاذبة”.
واستدركت: “رغم النفي الباكستاني إلا أنه يمكن الاستنتاج أن زائر نوفمبر 2020، هو بخاري، لأنه يمتلك جواز سفر بريطانيا، وعلى غير العادة، فهو قريب من كلا مركزي القوة في باكستان، الرئيس المدني عمران خان، والقيادة العسكرية”.
وبحسب “هآرتس”، فإن النفي الباكستاني لزيارة بخاري، يكشف عن وجود أطراف متحكمة بالتطبيع بين إسلام أباد وتل أبيب، مشيرة إلى أن تقرير العام 2020 حول الوفد الباكستاني إلى إسرائيل، جاء بعد أيام من ظهور تقارير تفيد بأن السعودية تضغط على باكستان لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن كاتب التقرير أن “كبار المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين الذين أخبروني في ذلك الوقت، بأن السعودية كانت تضغط على باكستان للتطبيع مع إسرائيل، أكدوا أيضا أن مسؤولين باكستانيين زاروا إسرائيل بالفعل، وأكدوا أن المشاركات الدبلوماسية استمرت حتى عام 2021”.
وقالت الصحيفة إن “العلاقات الدبلوماسية والعسكرية بين باكستان وإسرائيل كانت تحدث بشكل منتظم، حتى في العقود الماضية، عندما كان إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات بين الجانبين أمرا لا يمكن تصوره”، مؤكدة أن الدولتين حليفتان لواشنطن وبينهما تعاون استخباراتي سواء بوساطة أم لا.
المصدر: عربي21