اي ديموقراطية وحرية ترعاهما أمريكا والسعودية
كان عجبا ان تنعقد جلسة الحوار بين الجانب الأمريكى ولجان المقاومة حول الشأن السوداني برعاية السعودية ، فقد التام اللقاء بين الوفد الامريكي الذى تتراسه مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية ووفد لجان المقاومة لمناقشة الوضع السياسي فى السودان والخروج من الازمة الخانقة التى تخيم على البلد منذ انقلاب 25 اكتوبر ، ومن عجب ان يكون الاجتماع الهادف لرعاية التحول الديموقراطي ، من العجب ان يكون برعاية السعودية التى استضاف سفيرها المجتمعون فى منزله ، ومن قبلهم استقبل الدبلوماسية الأمريكية لحظة وصولها الخرطوم وقبل ان تبدأ عملها إذ كان التنسيق السعودي الأمريكى سابقا لأي نشاط للمسؤولة الأمريكية فى السودان.
وكنا قد تكلمنا سابقا وفى هذه المساحة عن ماجرى بين المجتمعين وتطرقنا للحديث الذى قالته الدوبلوماسية الأمريكية وتفاعل المجتمعين معها وتقديمهم الشكر لها وهذا لعمرى قصور فى الفهم وابتعاد عن الإنصاف إذ لايمكن لثائر حر حقيقى ان يلتقى مع أمريكا ويتفق معها وهى التى عرفت بمناصرتها للأنظمة التى تبطش بشعوبها وهاهي أمريكا تدعم النظام العنصرى الإرهابي المجرم فى فلسطين المحتلة وتمنع اى إدانة له فى المحافل الدولية وتحاول اخذ الناس قسرا على الرضوخ الكامل لإسرائيل ، وهى أمريكا نفسها التى تحارب الاحرار المستقلين فكيف يؤمل ثوارنا المحترمون فى نجاح ثورتهم وارساءها القيم التى خرجوا من أجلها وهى دعائم الحق والعدل والانصاف.
والاعجب من كل ما سبق أن نرى السعودية تقف راعية الحوار مستقبلة الضيفة الأمريكية واعضاء الحوار ونحن نستغرب لان الاختيار لم يكن موفقا فالسعودية التى لم تعرف فى تاريخها الحوار ولا العمل الديموقراطي ولا التداول السلمى للسلطة وهى التى لاتسمح لشعبها بممارسة حقه فى تحديد نظام حكمه واختيار من يحكمون وليس لها دستور اصلا ، بل انها تنفذ الإعدام فى شباب تظاهروا مطالبين ببعض الحقوق المشروعة ، ثم جاء دخولها إلى البحرين لقمع شعب احتج سلميا على طريقة ادارة بلده ، والكارثة الكبرى تتمثل فى العدوان الكبير والبشع والغير مقبول الذى تشنه السعودية منذ سبعة أعوام على الشعب اليمنى المظلوم ، وتماهى الرياض مع العدو الصهيوني المجرم فى حربه على الشعب الفلسطيني ، والعداء المستحكم لمحور المقاومة ككل وتتولى السعودية كبر هذا الجرم ، نقول ان كل ذلك لايشكل الا الجزء اليسير من الحالة السعودية فكيف والحال هذه ان ننتظر إنتصارا لثورة تقف السعوية معها وتسعى لمساعدتها ؟ ونقول اي ديموقراطية يمكن أن تقوم واي حريات يمكننا التعويل عليها طالما فى المشهد السعودي والأمريكي وهما معا ليسا محل ثقة لاحد.
سليمان منصور