أخبار السودان :
اين انت من الصوارمي يابرهان
كان كلام القائد العام واضحا فى حطاب والمرخيات ، وقد رايناه منتشيا وسط عساكره وهو يحذر القوي السياسية من التدخل في شؤون المؤسسة العسكرية ، وما اسماه تحريض بعض الضباط والجنود على القيام بما وصفها بأنها أعمال تخريبية ، متوعدا اي شخص او جهة تقترب من الجيش بالتصدي لها ، واصفا اياها بالعدو الذي لن تتسامح معه المؤسسة العسكرية ، محذرا من يتحدثون عن هيكلة الجيش واعادة ترتيب أوضاعه من اللعب في ميدان هم ليسو اهلا للاقتراب منه ، وفي خطابه بحطاب ذكر الفريق البرهان الاسلاميين بالاسم ، طالبا منهم ان يبتعدوا عن الجيش ، وفي المرخيات أعاد ذكرهم ومعهم اليسار متوعدا الجميع بالحسم والحزم ان اقتربوا من العسكر ، ناصحا القوي السياسية التي سماها وتلك التي لم يذكرها بالاسم ، حذر الجميع من التدخل في هذا الشأن.
وسواء اتفق الناس ام اختلفوا مع الفريق البرهان في ما قال فإنه يبقي القائد العام للجيش ، ويفترض ان ينال متولي المنصب احترام الآخرين ، فهو بحكم منصبه يمثل رمز الحماية والعزة لهذا البلد.
وبعد كلام الفريق البرهان بيوم واحد أعلن جماعة من الضباط الذين نزلوا المعاش تشكيل تنظيم مسلح قالوا ان دافعه هو حماية حقوق الشمال والوسط ، واطلقوا على كيانهم قوات الوطن ، وتحدثوا عن انهم راوا ان كل إقليم او جهة أنشأت لها حركة مسلحة للدفاع عن تلك الجهة ، وانهم عرفوا ان الحقوق لاتنال الا انتزاعا فعمدوا كابناء للشمال والوسط بإنشاء هذا الكيان دفاعا عن حقوقهم ، ومباشرة تم اعتقال رئيس الكيان اللواء معاش الصوارمي خالد سعد الذي كان لفترة يتولى منصب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ، ولا يخفى على احد خطورة هذا الطرح وما يمكن أن يتطوي عليه من فتن ، خاصة وانه كفصيل مسلح أعلن انه سيضطلع بالغاء اتفاقية جوبا للسلام ، ولاندري ايعتمد على العمل السياسى كاي حزب ويحشد لأحداث ضغط جماهيري حتي يتم الغاء اتفاقية جوبا ؟ ام يعمد إلى العمل العسكري لإلغاء الاتفاقية ؟ وهل ياتري يقف أطراف الاتفاقية ومناصروها متفرجين على الصوارمي وجماعته وهم يقررون في أمر كهذا ؟ ام تنشأ الحرب لاسمح الله ؟ وقد يؤد ذلك الي فتنة عمياء لاتبقي ولاتذر.
ونقول للسيد البرهان دع عنك التهديد والوعيد للقوي السياسية وتحذيرك لها من التدخل في شؤون الجيش ، وهو على الاقل احتمال منك ولم تبرز عليه ادلة، وعليك بالصوارمي ورفاقه فان خطوتهم تشكل التهديد الحقيقي للسلم الاهلي ، والا فانت غير جاد في قولك ياحضرة الجنرال. هذا ان لم انك متآمر.
سليمان منصور