اين المروءة والنخوة؟وااسفاه وااسفاه
هل نصدق مايجري في بلادنا؟ هل كنا في يوم من الايام نتخيل ان يصل بنا الحال الي ما نحن عليه الآن؟
لا أعني هنا الوضع الاقتصادي السيئ ، وان كان يستحق الحديث عنه ، ولا أشير إلي الاضطراب السياسي ، والاحتقان الذي تعيشه البلد ، وقد افضى الي كل ما هو سيئ الان ، وان كان هذا أمر جدير بالتوقف عنده.
ولا أعني انسداد الافق وغياب الرؤية والخوف من فقدان الأمل ، وربما الياس من صلاح الحال ، وان كان هذا موضوع خطير لايمكن أن نتركه دون أن نتطرق اليه يوما.
اتحدث اليوم عن غياب المروءة والنخوة فى الشارع السوداني ، واعتذر عن التعميم ، واتمنى ان اكون مخطئا ، واتحدث عن فقداننا لقيم النجدة ، والتدخل في اللحظات الحاسمة والضرورية لمنع اي شخص او جهة من تجاوز الحد وارتكاب الجرائم البشعة أمام مراي ومسمع من الناس ، دون أن يعيروا اهتماما لما يحدث أمامهم ، وكأنهم لايخشون ان تتمدد نيران الفوضى هذه اليهم، وتاكل أجسامهم.
أيعقل ان يري الناس شابا متهورا يذبح فتاة فى الشارع العام ، وهم مابين مذهول ، ومفجوع ، ومستغرب ، ومتفرج لايدري كيف يتصرف ، وآخرين ربما اثروا الإبتعاد خوفا من ان تشملهم المساءلة القانونية ، وتطويل الإجراءات ، والبعض يخشون ان تتسخ ملابسهم ، ويتطاير عليهم دم الضحية ، ولانستبعد ان يكون من بينهم من خشي علي نفسه ان يلحقه آذى ولو غير مقصود جراء هيجان الجاني وانفعاله المتوقع بعد ارتكاب جريمته والتوتر الذي سيكون سيد الموقف.
ولكل هؤلاء نقول بئس الموقف موقفكم ، وبئس التصرف تصرفكم ويا لسوء تقديراتكم.
اما كان الواجب علي الجميع مناصرة هذه البنت المسكينة وقد سيطر علي الموقف هذا المتوحش الذي يستحق اقسي عقوبة منصوص عليها في القانون.
و أدناه ننقل الخبر الذي كتبنا عليه التعليق عاليه.
نفّذ شابٌّ جريمة قتل بشعة ليلة أمس السبت راح ضحيتها فتاة قاصر قام بنحرها بالسكين في الشارع العام وبالقرب من منزل أسرتها بمنطقة أمبدّة الحارة الأولى وأمام المارّة. وعلمت “اليوم التالي” من شهود عيان أن الشاب سبق أن تقدّم للزواج من المجني عليها، لكنّها رفضت الزواج منه وظلّ يتردّد على منزلهم.
وفي يوم الحادث روى شهود عيان “للصحيفة “أن الفتاة خرجت من منزلها في طريقها إلى متجر مجاور لمنزل أسرتها لشراء بعض المستلزمات فلحقها المتهم وقام بمناقشتها واستلَّ سكِّيناً وقام بنحرها.
وفي الأثناء تجمهر المواطنون قرب جثة الضحية وقاموا باستدعاء الشرطة التي اتّخذت الإجراءات اللازمة وحوّلت الجثّةَ للمشرحة ودوَّنت بلاغاً بالحادث وأكّد الطبيب المختصّ بمشرحة أمدرمان وَفقا للشهود أنّ سبب الوفاة هو النزف الحادّ نتيجة الإصابة.
وألقت الشرطة القبض على المتهم وباشرت معه التحقيق لمعرفة دوافع الجريمة،
في حين تم تشييع الفتاة في موكب مهيب صباح الاحد.
سليمان منصور