اهتمام إسرائيلي كبير بالسودان
تحدثنا من قبل عن بواعث الاهتمام الإسرائيلي بالسودان وعرضنا بصورة مجملة لبعض الحراك الإسرائيلي حول السودان والاهتمام به وصولا إلى احتفاظ القيادة الإسرائيلية بعلاقات مع طرفي النزاع الحالى ، ونقول ان البرهان وحميدتي كلاهما أداة لإسرائيل وجزء من منفذي خططها الرامية إلى تحقيق طموحها بإقامة علاقات مع السودان كغيره من الدول الاخري التي تسعي إسرائيل إلى إقامة علاقة معها وتوظيف ذلك لمصلحة الاحتلال.
ونعلم جميعنا ان السودان يحظي بأهمية كبيرة في منظومة التفكير والعقائد الصهيونية ، وسواء اتفق الصهاينة في ما بينهم او اختلفوا حول هذا الامر الا ان المتفق عليه بينهم ان السودان يشكل ساحة مهمة من نواح عدة وان إقامة علاقات متميزة معه تسهم في تأمين إسرائيل ووضع حد للمخاطر الذي تتعرض لها خاصة وانه يمكنه بالتنسيق مع احرار اليمن ان يشكل حصارا حقيقيا لاسرائيل ناهيك عن انه معبر مهم لإيصال السلاح إلى غزة وقد نجحت تجارب سابقة في هذا المجال.
ويعد الكتاب المقدس أهم مصدر لهذا الاهتمام، فقد ورد اسم السودان فيه مكررا تحت اسم “كوش”، ووصفه بأرض حفيف الأجنحة. وقد جاء في سفر إشعياء الآية 520: “يا أرض حفيف الأجنحة التي عبر أنهار كوش”، وجعلها السفر ذاته رجاءً حين قال: “فَيَرْتَاعُونَ وَيَخْجَلُونَ مِنْ أَجْلِ كُوشَ رَجَائِهِمْ، وَمِنْ أَجْلِ مِصْرَ فَخْرِهِمْ”.
وجاء في سفر إشعياء 433: “لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، مُخَلِّصُكَ جَعَلْتُ مِصْرَ فِدْيَتَكَ، كُوشَ وَسَبَا عِوَضَكَ”، وجاء في سفر عاموس 79: “أَلَسْتُمْ لِي كَبَنِي الْكُوشِيِّينَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟”، وقال سفر ناحوم 3:9 “كُوشٌ قُوَّتُهَا مَعَ مِصْرَ”، وجاء في سفر إشعياء 18 :1 “فأبحر الملك طهارقة خلفاً لوالده بعنخي إلى منطقة الهلال الخصيب لحماية أورشليم من الآشوريين” (بعنخي وتهراقا فرعونان كوشيان حكما وادي النيل حتى فلسطين).
ولدى الكيان الغاصب الان مخاوف أمنية حقيقية من عدم سيطرة عملائهم على الأوضاع في السودان الذي ظل داعماً للقضية الفلسطينية في كل الحروب التي بدأت منذ حرب 1948 وحتى عملية سيف القدس، إذ كان له مساهمة فيها كلها مشاركاً وداعماً لفلسطين، ويمكن لهذه المخاوف أن تتحول إلى مصالح في حال تمكّن مع الغرب من تنصيب نظام حكم موالٍ لهما فيه.
سليمان منصور