أخبار السودان :
انقذوا من ينتظرون الدخول الى مصر
مآس بالغة تواجه المنتظرين العبور الى مصر في المنافذ ، بالذات في الولاية الشمالية ، اذ ان من هم في البحر الأحمر ممن ينتظرون دورهم للحصول على تاشيرة مصرية احسن حالا ، وافضل من رصفائهم في الشمال ، ونسال الله ان يلطف بالجميع
دعونا نطالع بعضا مما يعانيه اهلنا الذين اضطرتهم الظروف للانتظار طويلا في حلفا واجراءات الحصول على فيزا مصرية تتعقد يوما بعد اخر الى حد جعل البعض يشعر باليأس ويخشي من استمرار معاناتهم ، وهم لايستطيعون الدخول الى مصر ، ولا العودة الى مدنهم وديارهم ، ولا يمكنهم تحمل البقاء في حلفا التي يصعب عليهم جدا ان ينتظروا فيها اي مدة اضافية.
وتقول الاخبار ان أكثر من 25 ألف نازح يعانون أوضاعا مأساوية صعبة في مدينة وادي حلفا التي تبعد 20 كيلومترا عن حدود مصر ، وهم في انتظار تأشيرة الدخول ، ومن هؤلاء المرضي والطلاب وكبار السن من الجنسين وغيرهم من الحالات الإنسانية ، وهم ينتظرون في لهيب الشمس الحارقة ، بعد أن كاد ينفذ ما لديهم من مدخرات بسبب ارتفاع السكن وتكاليف الحياة المعيشية.
ويقيم 8150 نازحا في 53 مركز إيواء في المدينة ، وهناك أكثر من 15 ألفا يقيمون لدى عائلات من سكان المدينة أو يستأجرون منازل بمبالغ طائلة. ويعاني النازحون في وادي حلفا من نقص الغذاء والأدوية والرعاية الصحية وأماكن السكن.
كما يتأخر وصول السلع الأساسية للمدينة. وتزايدت معاناة المواطنين عقب تنفيذ السلطات المصرية اجراءت جديدة بقرار تاشيرة على الاطفال والنساء كما كانت تسمح للرجال في سن 50 عام بالدخول دون تاشيرة
واعتبرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن القواعد الصارمة التي وضعتها مصر لمنح التأشيرات والبطء في تسليمها تشكّل انتهاكا للمعايير الدولية، إذ تُفرض فترة انتظار غير معقولة ما يعرّض طالبي اللجوء للخطر واوضاع صعبة.
وتقول إسراء محمد إنها تنتظر لأكثر من شهرين هي وأبناؤها الأربعة في ظروف غاية الصعوبة ولا يوجد من يسمع او يخفف الم الانتظار، ولا تسمح السلطات الامنية للوصول إلى مقارها بسبب التعقيدات والإجراءات الصعبة. وأضافت “بعد أن كاد ينفذ ما لدينا من مدخرات ذهبنا للجلوس في احدي المدارس انا وابنائي في انتظار تاشيرة الدخول..
استمرار المعارك بالخرطوم حال دون رجوعنا لمنازلنا لذلك قررنا الذهاب لمصر لحين عودة الامن والاستقرار ولكن طال انتظارنا في اجواء صعبة للغاية”.
وكانت وكالة الأمم المتحدة للاجئين قالت في أغسطس إن طوابير طويلة من مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية ومنتجات الصحة العامة تنتظر على الحدود المصرية حيث تواجه مشكلات إدارية تؤخر عبورها إلى الجانب السوداني حيث يقيم النازحون.
وقالت سهام صالح، وهي صحافية في الخامسة والأربعين، لفرانس برس أن “مغادرة الخرطوم كان قرارا بالغ الصعوبة لنا خصوصا كصحافيين، ولكن الأوضاع كانت خطيرة للغاية”.
ويتبادل الجنرالان المتحاربان الاتهامات باستهداف صحافيين ووسائل إعلام. واضطر الكثير من الصحافيين إلى الفرار ومن بقي منهم يعملون في السر. ومثل سهام صالح، نزح أكثر من أربعة ملايين سوداني إلى المناطق التي لم تصل اليها المعارك، غير أنهم يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة.
وتضيف أن الناس يخاطرون بحياتهم، ويمكن أن يتم استهدافهم أو اعتقالهم في أي لحظة، لهذا نقرّر الرحيل على أمل أن تجد مكانا ربما يكون آمنا”.
وأدّت الحرب الى تدهور البنى التحتية وإقفال 80 % من مستشفيات البلاد ودفعت ملايين الأشخاص “إلى حافة المجاعة”، وفق الأمم المتحدة. وأوقعت الحرب منذ اندلاعها 7500 قتيل على الأقل، وفق تقدير منظمة غير حكومية معنية بإحصاء ضحايا الحروب.
وهرب هؤلاء من الحرب التي اندلعت في 1مس بعد أن كاد ينف5 أبريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. ومن بين مليون سوداني لجأوا فعلا إلى الدول المجاورة، تمكن 310 آلاف من دخول مصر. إلا أن الآلاف لا يزالون ينتظرون على الحدود.
سليمان منصور