أخبار السودان :
امريكا غير مهتمة بالسلام فى بلادنا
لم يعرف عن أمريكا الصدق في ادعاءتها المتواصلة الحرص على حقوق الإنسان ، والسعي لمساعدة الشعوب في تحقيق مطالبها ، والحصول على الحكم الديموقراطي ، والشواهد كثيرة ومتضافرة علي عدم صدق أمريكا في ما تدعيه ، وهاهي واشنطون تقف بقوة مع حلفائها من الحكومات المستبدة التى تقهر شعوبها ولا تراعي مطالب هذه الشعوب للتخلص من حكوماتهم ، او على الاقل الحصول على بعض حقوقهم حتى مع الابقاء على هذه الحكومات المستبدة ، ومشيخات الخليج دليل واضح على النفاق الأمريكي.
وفي المشهد السوداني تأبى أمريكا الا ان تحشر انفها ، مرة بعنوان المساعدة على تحقيق أهداف الشعب السوداني في التحول الديموقراطي ، ومرة بعنوان مساعدتهم لتحقيق الحكم المدنى ، ومرات بعناوين أخرى ، وآخرها الدور الذى ظلت تقوم به من رعاية مفاوضات جدة بين الحكومة السودانية والدعم السريع بالشراكة مع المملكة العربية السعودية ، لكن أمريكا حتى فى عملها هذا لا أحد يصدقها ، فهى تبحث عن مصالحها بشكل اساسى ، وتعمل على إعاقة التمدد الروسى ، خاصة وأن وجود روسيا فى السودان ليس أمرا خافيا ، سواء عبر السعى للسيطرة على الموارد فى هذا البلد ، وبالذات الذهب الذى يكاد حميدتى باعتباره محسوبا على روسيا يسيطر على معظم مناجم التعدين وتمثل روسيا والإمارات اكبر المشترين للذهب السودانى ، وفى هذه الحرب تقف روسيا مع حميدتى وان كان ذلك بشكل غير ظاهر ، وتقف ابو ظبى بصورة واضحة لا لبس فيها مع الدعم السريع ويتحدث الجميع عن الدعم الكبير والظاهر للدعم السريع فى هذه الحرب سواء عبر إريتريا او حفتر فى ليبيا ، وتجد أمريكا نفسها محتاجة إلى إيجاد موطئ قدم لها فى هذه البلاد ولو على حساب المدنيين وتدمير الحرب للبلد.
أمريكا بادعائها العمل على مساعدة السودانيين لإيقاف الحرب وإنهاء هذه الأزمة لا تنال ثقة اغلب المواطنين السودانيين خاصة وأن الجميع بات يعرف ان واشنطون غير صادقة فى ما تقول.
سليمان منصور