أخبار السودان :
امريكا تواصل التحريض على دمشق
لم يكن السوريون وحلفاؤهم يتشككون في ان امريكا ستتخلى يوما عن حربها على سوريا وتآمرها عليها ، واللجوء لمختلف صور التآمر ، حتي تجعل من سوريا دولة ضعيفة منهكة ، ان لم تتمكن من اسقاطها ، وتغيير النظام في دمشق ، رغم حشد التحالف الغربي للعديد من الجهات لتحارب سوريا وتسقطها.
وايقن السوريون ان امريكا لن تتركهم في حالهم ، وحقا انها كذلك ، فقد اجمع المراقبون ان واشنطن تعمد إلى ممارسة المزيد من الضغوط وشدّ الخناق على الشعب السوري وتجويعه ، وتستخدم كل وسيلة ممكنة لدفع السوريين إلى العصيان ضدّ السلطة المركزية ، حتي ينتج الضغط الكبير على سوريا ارغامها على الاستسلام ، وتسعي امريكا لفرض الأمر الواقع علي سوريا . لا سيما بعد أن فشل الرهان الأميركي – الإسرائيلي على إسقاط الأنظمة الوطنية في دول المنطقة الرافضة بشكل أساسي للهيمنة الغربية، عن طريق القوى، والمجموعات، والفصائل المسلحة الإرهابية التي لقيت دعماً متواصلاً على كلّ المستويات من جانب واشنطن وحلفائها في المنطقة، ولم يبقَ أمام أميركا إلا أن تشدّد من حصارها، وعقوباتها، علّ الظروف المعيشية الصعبة تصبح السلاح القاتل والأكثر فعالية الذي قد يُجبر المواطنين وإنْ كانوا موالين للنظام، للتحرك ضدّه، وتحميله كامل المسؤولية عما هم فيه.
إنّ ما هو أخطر من تحرّك المواطنين والتنديد بالوضع المعيشي الصعب في جنوب سورية وغيرها، هو انحراف فئات من الشعب بمطالبها المعيشية، لتأخذ هذه المطالب أبعاداً طائفيّة مشبوهة خطيرة جداً، حيث تؤجّجها أياد خارجية، تؤدّي إلى نتائج وتداعيات كارثية على سورية، وحدة، وسيادة، وأرضاً، وشعباً وأمناً.
وتنظر امريكا لسوريا كشوكة تعترض الحلق وتقف بوجه المشروع الامريكي وتسهم بدور كبير في إفشال مشروع سلام الأمر الواقع الأميركي – الإسرائيلي، الذي يهدف إلى إنهاء الصراع العربي – «الإسرائيلي» على حساب شعب بأكمله، وفي ما بعد إخضاع المنطقة كلها ووضعها تحت هيمنة ونفوذ الولايات المتحدة لتكون مستقبلاً في خدمة مصالح واشنطن والكيان الإسرائيلي لذا تواصل التآمر عليها ولن تتوقف عن التحريض المستمر على دمشق.
سليمان منصور