أخبار السودان :
اليونيسيف تنتقد نفاق الغرب
ليس جديدا الحديث عن ازدواجية المعايير في الغرب ، مؤسسات وحكومات ، وحتي عند بعض المواطنين من اهالي الغرب، الذين يبتعدون عن الانصاف والعدل ، ويكيلون بمكيالين عندما يتعلق الموضوع بفلسطين مثلا ، وكما حدث اكثر من مرة في قضايا التعبير عن الرأي وحرية تحديد المواقف.
الناطق باسم اليونسيف دخل من هذا الباب منتقدا بشدة الطريقة الغير محترمة التي يتعامل بها الغربيون وبالذات الحكومات والمنظمات والمؤسسات والهيئات ، انتقد طريقتهم في التعامل مع غزة واحداثها ، واستنكر الموظف الاممي الصمت الدولي تجاه ما يجري في القطاع ، وقدم شهادته من داخل غزة باعتباره شاهد عيان على الفظائع التي تقع امام ناظريه ، مدينا صمت الغرب عن كل مايجري ، مستصحبا معه ارتفاع الأصوات العالمية حين كان الأمر يتعلق بأوكرانيا.
ان القتل هو القتل ، والجرم لا يتغير وصفه وتكييفه باختلاف من يقع منه ولا من يقع عليه ، وأطفال غزة الذين يفتقدون لابسط الاحتياجات بل يعانون اشد المعاناة من بشاعة مايقع بحقهم ، هؤلاء الاطفال لم يحركوا احساس الكثير من الغربيين الذين حركتهم الدعاية السياسية والموقف الحاد من روسيا ، اوصلهم ذلك الى ليس فقط اعلان تعاطفهم مع الاوكرانيين ، وانما تبنوا مظلوميتهم بشكل كامل ، وطفقوا يجمعون العون والمساعدة الى الشعب الاوكراني ، لكنهم مع ذلك صمتوا – على الاقل في غالبهم – ، صمتوا عن معاناة الفلسطينيين الواضحة جدا ، وغضوا
الطرف عن مايجري من ظلم حقيقي ، وتجاوز لكل الحدود ، وهذا ما انتقدته اليونيسيف ، وخطأت فيه المجتمع الغربي ، وبالذات المؤسسات الحقوقية والانسانية، خصوصا تلك المهتمة بالأطفال طالتي اعمتها السياسة عن تحديد الموقف السليم الذي بجب ان تقفه أخلاقيا ومهنيا.
سليمان منصور