اليمن والانتباه لمؤامرات الأعداء
من الطبيعي أن تسعي الدول المتحاربة وحتى غير المتحاربة إلى تنشيط عملها الاستخباري والامني في عديد المناطق وبالذات تلك التى تشهد التهابا وتوترا او تعيش وضعا خاصا ، ولا تخلو منطقة من وجود نشاط للاستخبارات فيها ، ويبقي نجاح اى دولة في كشف المؤامرات والتصدي للنشاط المعادى.
واخطر تلك الأنشطة الاستخبارية هو ما ارتبط بالأمن القومي ، وفي ظل الحروب والمواجهات تسعي العديد من الجهات إلى الاستثمار في هذا الجانب سواء خدمة لمصالحها المباشرة في الدولة المستهدفة وسعيا لتحقيق مآربها او تحقيقا لكسب سياسي او مادي تستطيع الحصول عليه من خلال ماتقوم به.
وفي ساحات ومناطق محور المقاومة تنشط الأجهزة الاستخبارية لدول الاستكبار وتعمل جاهدة للتغلغل في هذا المحيط في إطار صراعها القوي والمستمر مع محور المقاومة.
وهاهو اليمن اليوم يمثل احد أبرز أركان محور المقاومة ويمضي بثبات ونجاح مضطرد نحو التطور ويحقق رغم الكيد والمؤامرات والحروب يحقق الانتصار تلو الانتصار ، ومن الطبيعي ان يسعي الأعداء إلى إعاقة تقدمه بزرع العملاء في الداخل وتكثيف جهودهم لتعطيل تطور اليمن الذى يعرفون انه شب عن الطوق وأصبح عصيا على التطويع لكنهم لن يتركوه ،. وعلى اليمنيين معرفة ذلك والانتباه جيدا لما يحاك ضدهم.
وقد ظلت السلطات اليمنية تضبط بين فينة وأخرى شبكات تجسس مرتبطة بالعدو وتعمل من الداخل ، ومن النجاحات الكبرى والهامة التى حقهها اليمن في هذا الجانب الاعلان مؤخرا عن ضبط شبكة تجسس كبيرة ومعقدة وخطيرة تعمل في جوانب متعددة ومنذ مدة طويلة وتهدف بشكل أساسي إلى التخريب الممنهج للدولة وتحاول العمل بهدوء حتى تبتعد عن الشبهات والشكوك ولايتم الإيقاع بأفرادها.
وقد تحقق انجاز امني واستراتيجى كبير وهام وغير مسبوق ويختلف عن الضبطيات السابقة ، وهذه الشبكة التي ضبطت مرتبطة بالامريكان والصهاينة وتعمل منذ ما يزيد عن الخمسة عشر عاما ، وهي شبكة مترابطة معقدة تعمل بشكل استراتيجي بعيد المدى وبهدوء بعيدا عن الاثارة والضوضاء لتصل إلى النتائج التى ترجوها وهي تدمير البلد وانهيار الدولة ، فنرى خلية من هذه الشبكة تعمل على تدمير التعليم وأخرى تسعي لتدمير الصحة وثالثة للزراعة وأخرى للصناعة وهكذا ، وكل واحدة منها مغلقة على نفسها ولايعرف أفرادها غيرهم ويمكن أن تكون في المؤسسة الصحية او الاقتصادية مثلا أكثر من خلية ولايعرف أفراد الخلايا بعضهم الا بمقدار ما تقتضيه الضرورة ويتم الربط والتنسيق عبر كوادر مؤهلة مدربة مهمتها انجاز العمل واجادة التخفي والبعد عن مواطن الشبهات.
ومع توجيه الثناء والتقدير إلى الأجهزة الأمنية اليمنية نأمل أن تنتبه الأجهزة المختصة في بلداننا العربية والإسلامية إلى خطورة التآمر الأمريكي الصهيوني على الامة ويعرفوا انه لن يتوقف ابدا ، وان الأعداء لن يألوا جهدا في السعي لكل ما من شانه تركنا ضعفاء تابعين ذليلين وتبقي عند الغرب ثابتة واحدة وهي الابقاء على اسرائيل متفوقة ومنع هزيمتها ، ونحن بسعينا الجاد إلى تامين أنفسنا والوعي بمخاطر التآمر الأمريكي الصهيوني نحصن مجتمعاتنا ونحميها من السقوط والانهيار الذي يريده العدو.
سليمان منصور