أخبار السودان :
اليمن..تشاكس الحلفاء كفيل بدحرهم
جمعت السعودية عددا كبيرا من الدول ، وشكلت تحالفا عريضا ، شنت تحت مظلته الحرب على اليمن ، واستمر العدوان الكبير على هذا الشعب المظلوم ، ومع مرور الايام يتعزز الصمود اليمني الاسطوري ، بل يتقدم اليمنيون عسكريا وامنيا ، ويحققوا اختراقات كبيرة في جبهة العدو ، ويحصدوا نجاحات نوعية هي في المقابل خيبات وانكسارات في صفوف المعتدين الذين بدا تحالفهم سريعا في التفكك والانهيار ، وصولا الى التشرذم فالتشاكس والتامر على بعض ، مما اضعف قواهم المنهارة اصلا بفعل الضربات النوعية لابطال اليمن ، وقد ساءت احوال التحالف ، وعاش التفكك ، واصبحت تشكيلاته لاتثق في بعضها بعضا ، خاصة مع خروج الخلاف السعودي الاماراتي من حالة السر والتغطية عليه داخل الغرف المغلقة الى العلن ، وصدور البيانات والبيانات المضادة من الطرفين ، ثم تطور الخلاف الى مستويات اكبر ، وقد دفعت الرياض خلال الفترة الماضية بفصائل موالية لها للسيطرة على مناطق تحتلها تشكيلات موالية للإمارات مطلّة على مضيق باب المندب ، وبدا ذلك محاولة سعودية متجددة لتقليص نفوذ الإمارات في تلك المنطقة الاستراتيجية التي تحتلها منذ عام 2016 ، في إطار تصاعد الصراع بين الدولتين الخليجيتين الذي يشكل اليمن إحدى ساحاته الرئيسية
وقد احتدم الصراع بين الفصائل الموالية للسعودية وتلك التابعة للإمارات في المناطق المطلّة على مضيق باب المندب جنوبي محافظة تعز ، وشمالي محافظة لحج بعدما دفعت الرياض بفصائل موالية لها للسيطرة على مناطق استراتيجية تطل على المضيق الدولي. وحدا ذلك بالإمارات إلى تحريك قوات موالية لها، يقودها عضو المجلس الرئاسي طارق صالح، في المخا ، بهدف نشر المئات من العناصر في السواحل في مسعى منها لفرص سيطرة بحرية على سواحل رأس عمران القريبة من عدن.
إلا أن تلك الخطوة قوبلت قبائل موالية للرياض في محافظة لحج. وفي ظل تراجع دور المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات في تلك المناطق، فشلت فصائل طارق صالح في احتواء الرفض القبلي، وهو ما دفعها إلى الانسحاب التدريجي من الأماكن التي تموضعت فيها في طور الباحة، وذلك بعد منحها مهلة لإخلاء مواقعها. ووفقاً لمصادر قبلية مطّلعة ، فإن الفصائل التابعة لصالح انسحبت باتجاه سواحل ذوباب، ولم تعد إلى ثكناتها في مدينة المخا، فيما هدّدت القبيلة باجتياح المخا في حال عاودت تلك الجماعات التوغل في أراضيها.
هذه التطورات في المثلث الاستراتيجي المتاخم لمضيق باب المندب، تنذر باندلاع مواجهات عسكرية مباشرة بين الفصائل الموالية لكل من الإمارات والسعودية، ما قد يؤدي في حال تحقّق إلى تقليص النفوذ الإماراتي في المضيق، للمرة الأولى منذ سيطرة أبو ظبي على المخا وباب المندب عام 2016. وأربك هذا الاحتمال الفصائل الموالية للإمارات التي كانت قد دفعت بثقلها العسكري نحو حضرموت شرقي اليمن بهدف مواجهة السعودية هناك. ووفقاً لمراقبين عسكريين، فإن السعودية تعمل على نقل الصراع من حضرموت إلى المناطق المطلة على باب المندب، واستدراج الإمارات إلى حرب استنزاف مفتوحة.
ويري مراقبون ان تشاكس الحلفاء في اليمن كفيل بدحرهم فكيف ان صاحبته عمليات نوعية ينفذها الجيش واللجان الشعبية ضد العدوان وعملاءه في عموم التراب اليمني.
سليمان منصور