أخبار السودان :
الى عقلاء كوت ديفوار.. احذروا الفتنة
يلزم ان ينتبه العقلاء في كل بلد الى ضرورة حماية بلدهم واهلهم من مخاطر الاختلاف الذي يفضي الى العنف ، وادخال البلد في اتون المشاكل و الحروبات ، وعليهم ان يعملوا بشكل جيد على تلافي ما يمكن ان يحدث في اي لحظة ، ويتعظوا من الاحداث التي وقعت في البلدان حولهم وبعيدا عنهم ، ونخص بالحديث اليوم اهلنا في كوت ديفوار الذين خاضوا تجربة الانتخابات المحلية الأيام الماضية ، وتم الاعلان عن نتائجها ، واعتراض البعض على هذا الامر ، والتشكيك في صحة نتائج الانتخابات ، ولا شك ان هذا يفضي الي مشاكل يمكن ان تترتب عليها مشاكل كبري تهدد استقرار البلد.
ونقرأ في التفاصيل ان مفوضية الانتخابات في كوت ديفوار اعلنت تصدّر الحزب الحاكم في غالبية البلديات التي أُنجزت عملية فرز الأصوات فيها ، وذلك بحسب النتائج الأولية للانتخابات المحلّية التي جرت يوم السبت.
وأعلنت المفوضية النتائج الأولية للانتخابات المحلّية في أجواء هادئة ، وقد أظهرت أنّ الحزب الحاكم يتصدّر في غالبية البلديات التي أُنجزت عملية فرز الأصوات فيها.
من جهة اخري اكد عدد من المرشحّين أنّ الاقتراع تخلّلته مخالفات ، ولا سيّما في يوبوغون ، كبرى الدوائر الانتخابية في العاصمة أبيدجان.
وتمثّل هذه الانتخابات المحليّة مقياساً لشعبية كلّ من السلطة والمعارضة قبل عامين من الانتخابات الرئاسية المقررة في 2025.
وتُعدّ هذه الانتخابات الأولى في كوت ديفوار منذ عودة الرئيس السابق، لوران غباغبو، إلى البلاد في يونيو 2021.
وقد لاحظنا كما لاحظ اخرون ان الازمة التي وقعت في الغابون بدات شرارتها من موضوع الاختلاف على نتائج الانتخابات وما اسفرت عنه ، وتطور الامر الى انقلاب عسكري اطاح بالسلطة القائمة ، واسس نظاما جديدا ، حظي ببعض التأييد الشعبي ، وكذلك الامر في ما يخص ازمة النيجر ، التي يمكن ان تتطور الى نتائج خطيرة ، ربما تؤدي في النهاية الى نشوب حرب يتقاتل فيها ابناء البلد والافارقة بشكل عام ، وفي ظل التنافس الدولى الكبير على المنطقة قد يتصارع الكبار في العالم في الميدان الافريقي ، وتكون شعوب القارة هي وقود هذا الصراع الذي تخوضه بالنيابة عن الدول الكبري ، فيكون المغرم على افريقيا وشعوبها والمغنم للغرب ، ونقول لعقلاء كوت ديفوار جنبوا بلادكم واهلكم مخاطر الاختلاف المفضي الى الاقتتال والدمار والموت ، واحذروا من الانجرار الى ما يريده الاعداء من دفعكم الى تاجيج الاختلاف حتى تنفجر الاوضاع ، وتصل الى درجة تصعب السيطرة عليها ، وامامكم نماذج كثيرة ، اقساها حرب السودان المندلعة منذ خمسة اشهر ، وقد دمرت العاصمة الخرطوم ومدنا اخرى ، واحالت حياة الملايين الى جحيم ، نسال الله ان يجنبكموه، فانتبهوا واحذروا والسعيد من اتعظ بغيره.
سليمان منصور