أبلغت الولايات المتحدة، منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم، قرارها إعادة انضمامها إليها، وذلك بعد ست سنوات من سحب عضويتها.
وكانت الإدارة الأمريكية السابقة في عهد الرئيس دونالد ترامب، انسحبت من المنظمة الأممية، بزعم أنها معادية للاحتلال الإسرائيلي.
وقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن العودة إلى عضوية المنظمة الأممية، وقد أبلغت إدارته اليونسكو بقرارها العودة إليها، عقب حصولها على “ضوء أخضر” من دولة الاحتلال للمضي قدما بهذه الخطوة، واستدعى مدير عام المنظمة جميع دولها الأعضاء لإجراء مناقشة عاجلة للموافقة على الخطوة.
وذكر المراسل السياسي لموقع “واللا” العبري، أن العودة لليونسكو شكلت أحد أهداف السياسة الخارجية لإدارة بايدن، بغرض الحد من تأثير الصين المتزايد على المنظمة، وجدول أعمالها العالمي، لكن واشنطن كانت بحاجة لمساعدة إسرائيلية للتشجيع على العودة إلى المنظمة.
وبعد منح الفلسطينيين مكانة الدولة في اليونسكو في 2011، أوقفت إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما تحويل التمويل إليها بسبب قانون الكونغرس الذي حظر ذلك، وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2017 أعلنت إدارة ترامب انسحابها من اليونسكو بسبب سياستها المعادية لـ”إسرائيل”، وأيّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوة ترامب، وأعلن في وقت قصير أن تل أبيب ستغادر اليونسكو أيضا.
وفي شباط/ فبراير 2022 استجابت حكومة بينيت-لابيد لطلب واشنطن بأنها لن تعارض عودتها لليونسكو.
وأشار الموقع إلى أن هذا الموقف الإسرائيلي مهّد الطريق لتأييد أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لهذه الخطوة، حيث وافق في كانون الأول/ ديسمبر على تخصيص 500 مليون دولار لتغطية ديون الولايات المتحدة لليونسكو حتى تتمكن من العودة إلى وضع عضو كامل العضوية فيها.
وتضمن التشريع بندا يقضي بأنه إذا حصل الفلسطينيون على مكانة دولة في إحدى منظمات الأمم المتحدة، فسيتم إيقاف التمويل الأمريكي لليونسكو مرة أخرى.
وفي 8 حزيران/ يونيو الجاري أرسل نائب وزيرة الخارجية الأمريكي رسالة للمديرة العامة إلى اليونسكو أودري أزولاي، واقترح خطة لعودة الولايات المتحدة إلى المنظمة.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الخطة التي جاءت نتيجة مفاوضات مطولة تضع جدولاً زمنياً لسداد الدين الأمريكي، والعودة إلى عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة، وخلف الكواليس وجه مكتب مديرها العام دعوة لسفراء جميع الدول الأعضاء في المنظمة لحضور اجتماع غير مخطط له لإيصال “رسالة عاجلة حول معلومات ذات أهمية استراتيجية”، دون كشف محتواها.
ودعت أزولاي إلى الاجتماع لإبلاغ ممثلي الدول الأعضاء بخطة الولايات المتحدة العودة إلى عضوية اليونسكو، والسعي للحصول على موافقة الدول الأعضاء على عقد المؤتمر العام للمنظمة خلال تموز/ يوليو للتصويت على الموافقة على الخطة.
وتتحدث الأنباء أن الاحتلال وافق على تغيير موقفه من المنظمة الدولية بعد تلقي ضمانات بأنها ستمنع عن القيام بخطوات أحادية الجانب ضده، وتعترف بموقع يهودي في القدس باعتباره جزءًا من التراث العالمي، ولذلك أبلغ الإدارة الأمريكية بأنه أزال معارضته لعودتها لليونسكو، تمهيدا لتخصيص 500 مليون دولار لسداد ديونها للمنظمة، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة معركة بين الاحتلال والفلسطينيين بسلسلة من القرارات المناهضة له، خاصة في ما يتعلق بموضوع القدس المحتلة.
تجدر الإشارة أن رئيسة اليونسكو أودري أزولاي طلبت مساعدة والدها، مستشار ملك المغرب، أندريه أزولاي، المقرب من العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، ورئيس المؤتمر اليهودي العالمي رون لاودر لإيصال الرسائل للحكومة الإسرائيلية، وسط اعتقاد بأن الاستجابة للطلب الأمريكي بالعودة إلى اليونسكو سيخدم الاحتلال، بزعم حدوث تغييرات إيجابية في المنظمة من وجهة نظره، ويتوقع أن يدعوها لزيارة القدس المحتلة.
المصدر: عربي21