اشتدت موجات الهجرة غير الشرعية إلى أوربا في السنوات الأخيرة.وفيما تعددت طرقها. بقي الهدف واحد. الوصول إلى قلب أوروبا وخاصة ألمانيا.
اللافت أن الهجرة غير الشرعية اكتسبت زخما في السنوات الأخيرة. وتحولت إلى ما يشبه الطوفان العارم بمئات الآلاف من المهاجرين الباحثين عن ملجأ في “الجنة الأوروبية”، وخاصة عبر البحر المتوسط. يغامر هؤلاء بعبور المتوسط في قوارب مطاطية أو سفن صغيرة متهالكة، معرضين أنفسكم وأحيانا أطفالهم ونسائهم للهلاك، ويتحولون أيضا إلى سلعة رائجة في أيدي مهربين قساة، ينقلونهم من أرجاء القارة السمراء عبر الصحاري إلى الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، ليتلقفهم آخرون ويدفعون بهم في القوارب باتجاه الهدف، أوروبا.
طرق الهجرة غير الشرعية الرئيسة إلى القارة الأوروبية:
يمر الطريق البحري الرئيس إلى أوروبا عبر المتوسط من ليبيا بشكل خاص، وذلك بسبب الفراغ الأمني والسياسي في بوابة المتوسط الجنوبية ليبيا وخاصة منذ عام 2011.
من هذه البوابة يحاول آلاف من الأفارقة العبور إلى أوروبا من خلال إيطاليا.
الطريق الثاني الموازي يمر عبر سواحل تونس إلى الجزر الإيطالية، وفي الغالب يكون معظم المهاجرين مواطنين محليين.
يسلك طريق الهجرة الرئيس عبر المتوسط. الذي يمكن وصفه بأنه طريق “الصحراء الكبرى”. مهاجرون يأتون من غرب ووسط القارة السمراء. ومن منطقة القرن الأفريقي. ومحطته الأولى في الغالب الجزر الإيطالية وخاصة لامبدوسا.
ويصل مهاجرون إلى اليونان عبر بحر إيجة. وأيضا إلى قبرص. وينطلقون في الغالب من السواحل التركية التي يصلونها برا.
وفي شمال غرب القارة الإفريقية. ينطلق مهاجرون مغاربة تقليديا إلى السواحل الإسبانية انطلاقا من سواحل سبتة.
أما إلى الغرب من منطقة جبل طارق. فيمر طريق الهجرة بالمحيط الأطلسي.وأحدها قصير يبدأ من إقليم الصحراء الغربية باتجاه جزر الكناري الإسبانية. والآخر ينطلق أصحابه من سواحل غرب القارة الإفريقية نحو الهدف ذاته. جزر الكناري.
هذه الدروب المؤدية إلى أوروبا، جعلت من أربعة دول، صاحبة العبء الأكبر في استقبال اللاجئين، وهي إيطاليا ومالطا واليونان وإسبانيا، فيما تحولت دول أخرى مثل اليونان وبلغاريا المجاورتين لتركيا وكرواتيا التي يحاول اللاجئون العبور من خلالها إلى قلب أوروبا، إلى مناطق تجميع عازلة، الأمر ذاته يسري على البوسنة والهرسك وصربيا.
وظهر في الآونة الأخيرة طريق جديد للهجرة إلى أوروبا عبر بيلاروس، حيث يصل مهاجرون من دول آسيوية إليها ويحاولون العبور إلى ليتوانيا المجاورة.
وعلى الرغم من اكتساء طريق الهجرة إلى أوروبا عبر تركيا بطابع سياسي، وكذلك الطريق الذي فتح مؤخرا بين حدود بيلاروس وليتوانيا، وقيل إن مينسك فتحته بمثابة ورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، إلا أن ذلك لا يغير من جوهر المشكلة، والمتمثل في الزخم الهائل لهجرة غير شرعية كبرى تتجه إلى أوروبا من مختلف الاتجاهات، وهي تضغط بقوة وتخترق الحدود متى سنحت الفرصة أمام أصحابها وأعداد هؤلاء مرشحة للتزايد، على الرغم من كوابح جائحة كورونا.
المصدر:RT