بقلم: سليمان منصور
مع كل تظاهرة احتجاج ضد الانقلاب يتنادى لها الشباب الثائر ويحددوا يومها ومسارانها ، ومع كل حراك ثورى يعلن عنه وتتجدد فيه العزيمة على هزيمة الانقلابيين واستعادة الحرية ، مع كل يوم يشهد ذلك تزداد خشية الناس وبالذات الامهات اللائى يرعبهن سقوط فلذات أكبادهن برصاص القتلة المجرمين بعد أن أصبح ذلك أمرا مؤكد الحدوث ، فماذا ياترى يريد الانقلابيون أن يفهم الناس من استمرارهم فى هذا النهج ؟ والى أين يريدون إيصالهم فى هذه الأوضاع بالغة التعقيد التى تمر بها بلادنا .
نقول هذا الكلام والألم على شباب السودان يعتصر القلوب ، وفى نفس الوقت يزداد الفخر والاعتزاز بهم ونحن نراهم مقدمين غير مدبرين ، واضحة الرؤية عندهم ، يسوقهم الهدف المنشود بحماية التغيير من عصابات الانقلاب المشؤوم .
فى مليونية السادس من أبريل قدمت الجريف شرق أحد أبنائها مهرا فى مسيرة الثورة الظافرة المستمرة إلى تحقيق الانتصار باذن الله ، وكم كان حزينا مشهد أهلنا الجرافة وهم يودعون ابنهم ذو التسع عشر ربيعا ، الشاب الطيب عبد الوهاب ، وكانوا غاضبين من القتل الممنهج الذى يستهدف الثوار ، والسقوط المتواصل للضحايا ، وحق لهم أن يغضبوا ، وكانت الرسالة واضحة وهى الطلب من الشرطة أن تتصدى لدورها المنوط بها وتقوم بمسؤولياتها الملقاة على عاتقها فى تأمين الحراك الثورى وحماية الثوار , لا أن تكون هى المتهمة بقتلهم سواء مباشرة أو بالتقصير فى حمايتهم ، خاصة مع دأب الشرطة على نفى تورطها فى قتل الثوار ، والقاء اللوم على طرف ثالث غامض .
وكما هى العادة نفت شرطة ولاية الخرطوم فى بيان لها اى صلة لها بوفاة الشاب الطيب عبدالوهاب ، وأتى هذا النفى متزامنا مع الإعلان عن ضبط مسلحين داخل مواكب ام درمان يحملون البنادق والاسلحة غير المرخصة.
ونقول ليس بالضرورة أن تكون الشرطة – كجهاز – هى من يمارس القتل ، لكن هذا لا يعنى براءتها من المساءلة ، فهى المطالبة بحماية المواكب وتأمينها ، والمراقبة الدقيقة لكل مايجرى منذ بداية التجمعات وحتى وصول التظاهرات إلى ذروتها ، والا فإن أى خلل يحدث تكون الشرطة هى المسؤولة عنه حتما .
وادناه بعض ما ورد فى بيان الشرطة: تترحم الشرطة على الفقيد الطيب عبدالوهاب ، وتؤكد عدم إستخدامها الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين رغم جنوحهم لإتلاف المركبات وسَور الحديقة الدولية بإشعال النار في اشجار النخيل بشارع إفريقيا ، والتعدي على رجال الشرطة.
وفى فقرة أخرى من البيان نقرأ ؛
وعلى ذات الصعيد تمكنت القوة من ضبط خمسة متهمين عثر بحوزتهم على أسلحة غير مرخصة داخل المواكب بمنطقة أمدرمان حيث تم القبض على أربعة متهمين يحملون بندقيتي كلاشنكوف داخل عربة صالون بدون لوحات ومتهم أخر يحمل مسدس غير مرخص بالخرطوم بحري تم إتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم.
نعود ونؤكد أن واجب الشرطة حماية الناس ، ومنع أى تصرف يمكن أن يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه ، ونتمنى أن يتم التعامل بشفافية مع قضية ايقاف المسلحين حتى نضع حدا لهذا القتل الذى يتعرض له شباب السودان وهذا ما تقوم به الشرطة وليس سواها.