الملك سلمان.. ثناء غير مستحق
النفاق شيئ ليس جديدا ، ففى كل عصر ومصر نجد النفاق والمنافقين ، ولايمكن تصور انتهاء هذا الداء ونسأل الله اللطف.
ومن اقبح صور النفاق واقلها انتشارا المدح العلنى لأشخاص يكونوا على كرسى الحكم او يحوزون على أموال طائلة ، وفى العادة يسعى المنافقون إلى تحقيق مكاسب مادية آنية او اجلة لكن البعض احيانا لايبحثون عن مكاسب مادية مما يجعل حالتهم وهم ينافقون تحتاج إلى دراسة حتى نفهم بعض ابعادها.
و القبيح فى الأمر أن يمارس البعض النفاق وهو يعلم انه يكذب ويجافى الحقيقة وينافق ، وهذا يصعب علاجه خاصة ان كان المنافق غير باحث عن مصلحة مادية واضحة.
ويؤسفنا ان نقول هذا الكلام ونحن نقرأ باستغراب بل بحزن وأسى خبرا عن مغترب سودانى يمدح العاهل السعودى الملك سلمان بما سلمان نفسه يعلم انها أكاذيب مفضوحة ولايمكنه تصديقها ، وطلقها لابد انه يعلم بمجافاتها للحقيقة والا فعلى عقله السلام.
يقول الخبر :
توجه مغترب سوداني عاش 14 عاماً في المملكة العربية السعودية، بالشكر والمدح لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، والشعب السعودي لحسن تعاملهم وخدماتهم واحترامهم للأجانب ، وخدمة ضيوف الرحمن، قائلاً: (لوكانت المناسك عندنا كنا اعتذرنا للحجاج لانو حارقين لستك ومترسين شارع).
وقال هاشم حسن : من باب الأمانة لاتعرف قيمة الملك سلمان إلا عندما تغادر المملكة، وبالفعل (الأشياء تعرف بضدها)، وأضاف 14 عاماً كنت معه ، واقسم بالله الذي رفع السماء بلا عمد (أنا كنت سعودي والسعوديون أجانب).
وأضاف : عمرنا لم نشعر بأننا أجانب في السعودية ، محييا المملكة حكومة وشعباً ، وأردف والله لاينكر فضلها إلا مكابر، عشنا في خيرها ونهلنا من أرضها، ولم نجد إلا كل الاحترام والتقدير، داعياً الله أن يديم على الملك سلمان وآل عبدالعزيز جميعاً الصحة والعافية.
وحقا نقف مستغربين مع هذا الكلام الذى لايشبه الحق فى شيء ، ولاندرى ماذا نقول للرجل ، انساله عن نظام الكفيل وضياع حقوق الالاف من العمال فى ظل عدم تدخل الحكومة السعودية للجم طمع مواطنيها ، وهل لنا أن نساله عن العدوان الغاشم الذى تشنه الرياض على الشعب اليمنى المظلوم ، والدور القذر للسعودية فى العراق ولبنان وسوريا وشمال وغرب أفريقيا ، وهذا غير التآمر على القضية الفلسطينية وسجن النشطاء الفلسطينيين بتهمة دعم المقاومة إلى كثير من الموبقات التى ارتكبها ال سعود وتجعل من مدحهم نفاقا او غفلة فى احسن الفروض.
من حقك يا هاشم ان تعجب بالملك سلمان وآل سعود وادارتهم لبلدهم ، ولك أن تدعو لهم بما تشاء والإجابة امر متروك للعدل الذى لايجور ولا دخل لاحد فى ذلك لكن ليس لك ان تقول ما هو واضح البطلان ومجانبته للحقيقة أوضح من الشمس فى رابعة النهار.
سليمان منصور