أخبار السودان :
المقاومة في غزة تغير بعض المفاهيم
من ضرورة القضاء بشكل تام على المقاومة وانهاء وجود حماس كحركة عسكرية إلى تحجيم قدرات المقاومة وتقليل إمكانية تنفيذ تهديد حقيقي كما حدث في السابع من أكتوبر ، وصولا إلى الحديث عن تحقيق إسرائيل مكاسب مرضي عنها في حربها على غزة ، تغيرت لغة إسرائيل ومن خلفها أمريكا وذلك بفعل الصمود الاسطوري للمقاومة واحتضان شعبها لها رغم التضحيات الكبرى التي قدمها الفلسطينيون.
وعندما يتحدث نتنياهو قبل يومين عن ان عزمهم مازال قائما وقويا على ضرورة القضاء على حماس وتامين الاسرائليين واعادة الاسرى ومنع تكرار ماحدث ، عندما يكرر نتنياهو هذه الكلمات بعد ستة أشهر من حرب شرسة فإنه يعني الإقرار بالفشل في الوصول إلى النتائج المطروحة رغم حربه التدميرية التي طالت دون تحقيق مايصبو اليه الإسرائيليون ، وما يقلقهم انه حتى الآن لايبدو في الافق لدي ان جيشهم قد حقق اي نصر ، ففي منطقة صغيرة محاصرة دون أن تكون لها أي منافذ ووسط اثنين مليون شخص سطرت المقاومة الفلسطينية افضل اداء في تاريخ المقاومات في تاريخ الإنسانية ، واذا قارنا بالمقاومة الجزائرية والكورية والصومالية والعراقية كامثلة فإننا نجد الامر مختلفا إذ لايشبه الوضع ما يجري الان ، فالساحات الجغرافية التي تجري فيها عمليات المقاومة لا علاقة لها بمساحة غزة وكونها منطقة مغلقة بلا منافذ ، ولا عدد اي من الشعوب المذكورة قريب من عدد الغزاويين ومع ذلك تسطر المقاومة في غزة اروع النتائج.
واليوم وقد مضت على الحرب أكثر من ستة أشهر نري الداعمين لإسرائيل وكثير من الإسرائيليين أنفسهم يتحدثون عن حل الدولتين وتوارى إلى الخلف الحديث عن أهمية القضاء على حماس وانهاء وجودها العسكري وانتقل من ايد المتطرفين إلى طرح الحل السياسي والبحث عن وسيلة تنهي الأزمة ومجبرين يصمتون عن ضرورة القضاء الكامل على المقاومة في غزة وهي الخطة الأولى التي تبنوها مع بداية العدوان الحالى واضطروا الان الى ترك هذه الرؤية ، مما يعني الفشل الكلي لامريكا والغرب واسرائيل في المقام الأول ، ولم يأت ذلك الا بفضل صمود غزة وأهلها ، وقوة المقاومة ، واحساس العدو ومن يقف معه بعدم إمكانية الحصول على مايريدون وهذا في حد ذاته انتصار للمقاومة بلا شك إذ تمكنت من اجبار أعداءها على تغيير بعض المفاهيم.
سليمان منصور