أخبار السودان :
المغفول عنه في الازمة السودانية -3
تحدثنا في المقالين السابقين(المغفول عنه في الازمة السودانية 2 / 3)
عن العراقيل التي وضعت بوجه الانتقال الثالث حتي لاياتي كسابقيه ، وعن المظاهر الواضحة للتدخل الصريح في الشان الداخلى لسرقة الثورة وحرفها عن مسارها وما رافق فترة حمدوك وتم خلالها من تامر على البلد وهويتها ، وما طال ثقافة الناس وثوابتهم من تغيير ، وصولا الى ارساء معالم المشروع النيولبرالي ، وما ترتب على ذلك ، ووعدنا ان نتطرق في مقال اليوم الى بعثة الامم المتحدة (يونتامس) كاحد اخطر مراحل التدخل الخارجي في شاننا الداخلى ، مستعرضين بشي من الايجاز بعض ما ذكره دكتور محمد حسب الرسول في هذا الجانب ، الذي يقول ان هذه المرحلة تشكل اكبر درجات الخطر على حاضر ومستقبل البلد ، وفيها اعد السفير الانجليزي عرفان صديق، رسالة وقّعها دكتور حمدوك ، وارسلها سرا إلى أمين عام الأمم المتحدة، يطلب تشكيل بعثة أممية تعيد تشكيل حاضر السودان ، وتصنع مستقبله على نحو جديد على الصعيد الاجتماعي والثقافي والسياسي والدستوري ، وتفكّك مؤسسات الدولة ، وتعيد بناءها على أسس جديدة ، بعيداً عن الموروث والثوابت الوطنية والقيمية والحضارية للسودان ، واستجاب مجلس الأمن للطلب ، وأنشأ البعثة ، وعيّن الصهيوني الألماني فولكر بيرتس رئيساً لها ، وهو الذي رافق حقبة هدم الدولة العراقية مساعدا لبول بريمر ، كما واكب مشروع تدمير الدولة السورية ضمن الفريق الأممي هناك.
تضمنت رسالة حمدوك النطاق الجغرافي لعمل البعثة وحدّده بكل جغرافيا السودان ، وحدّد نطاقها الزمني ، فجعل أمدها يمتد حتى عام 2030، كما حدّدت الرسالة طبيعتها ومهامها.
وطلبت الرسالة ان تضطلع البعثة بمهمة الإصلاح القانوني والقضائي؛ وإصلاح قطاع الأمن (الجيش، والشرطة، والأمن)؛ وإصلاح الخدمة المدنية، ووضع الدستور الدائم، ودعم جهود السلام ، ودعم إعادة المشرّدين داخلياً واللاجئين إلى أوطانهم وإعادة دمجهم.
ومن الواضح ان مخاطر كبيرة ستترتّب على وجود هذه البعثة المشؤومة بأهدافها ودورها الذي يستهدف سيادة البلد واستقلالها.
وفي 4 يونيو 2020 وبالقرار رقم
2524 انشئت البعثة حاملة اسم يونتامس واحتفي بها جدا تحالف الحرية والتغيير باعتبار انها ستصنع
معادلة جديدة لمصلحة رئيس الحكومة وحاضنته السياسية. واختير فولكر وبعناية تامة رئيسا للبعثة الاممية وسعي بجد الى تنفيذ المؤامرة وما هذه الحرب المدمرة الا احدى خطط التامر الدولى على بلادنا.
سليمان منصور