المعاشيون يجأرون بالشكوى.
معاناة مستمرة وتجاهل طويل ، هذا حال أرباب المعاشات في بلادنا ، وهم الذين افنوا عمرهم في خدمة البلد وقضوا حياتهم فى العمل العام ، حتى إذا تقاعدوا واجهوا المشاكل في العلاج ، وتعليم أبنائهم ، وحتى المصروف اليومى الذى أصبح صعبا ويحتاج الناس بشكل عام إلى العون ، فكيف بالمعاشيين الذين يحتاجون إلى الدعم والعون اكثر من غيرهم
، وهم الشريحة المهمة جدا فى المجتمع ، والتى يفترض ان تنال الاحترام اللازم والتقدير الذى تستحقه ، اما ان يتم التعامل معها بهذه الطريقة الغير لائقة فهو امر مؤسف ، ولا يشبه ما عرف به المجتمع السوداني من تسامح وايثار ومساعدة الضعفاء والمساكين ، خاصة من كبار السن الذين لهم دين علينا وفى رقابنا ، ولن نوفيهم حقوقهم علينا.
ومما يحز فى نفوس هذه الشريحة المهمة ان الحكومة اهتمت بكل القطاعات بالدولة ، وتم تحسين أوضاعهم وزيادة مرتباتهم ، وفى ذات الوقت نراها تتجاهل قرابة ال 500 الف معاشي ، وتمنحهم فتاتا لايسمن ولايغنى من جوع.
وفى محاولة لإصلاح الحال أصدر وزير شؤون مجلس الوزراء المكلف بتسيير مهام رئيس الوزراء الاستاذ عثمان حسين عثمان قرارا قبل أيام وافق بموجبه على تحسين المعاشات بالصندوق الوطني للمعاشات والتأمينات الإجتماعية ( القطاع الحكومي )، و تحسين المعاشات بالصندوق الوطني للمعاشات والتأمينات الإجتماعية ( القطاع العام والخاص ) بنسبة 300% .كما يمنح المعاشيون معاش شهر في عيد الفطر المبارك ومعاش شهرين في عيد الأضحى كل عام ، على أن تتحمل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي تكلفة هذه التحسينات والمنح وذلك اعتباراً من ٢٠٢٣/١/١م وتدفعها بصورة مستمرة وفق أعداد المتقاعدين سنوياً، ويلتزم الجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي بدفع زيادة سنوية للمعاشات التي قدرها ( 15 % ) وفق الدراسة الإكتوارية من العوائد المحققة سنويا
انها محاولة وان جاءت متأخرة فهى خطوة في الطريق الصحيح سعيا لإنقاذ هؤلاء المساكين من وضع حرج ظلوا يجأرون فيه بالشكوى من سوء أوضاعهم ونتمنى أن تعمل الحكومة بجد على علاج مشاكل المعاشيين وتقديم خدمة تليق بهم.
سليمان منصور