المشروع الامريكي للعرب والمسلمين
مافتئت أمريكا تواصل العمل لأجل نشر الارتباك في العالمين العربي والإسلامي وتغذية الشعور بحاجة الجميع إليها وان العلاقة معها ضرورية لصنع الاستقرار والمحافظة عليه.
وليس خافيا على الكثيرين ان المشروع الأمريكي يقوم على نشر الفوضي في دول العالم العربي والإسلامي ، وترى أمريكا ان هذا الأمر من الأهمية لها بمكان حتى انه يشكل ضرورة قصوى ولايمكن ان تتخلى واشنطون عن هذا البرنامج.
ومن المعروف ان أمريكا تسعي باستمرار للحفاظ على امن إسرائيل بل تعمل على الابقاء عليها متفوقة ولاتسمح لاحد ان يمتلك من القوة والقدرة ما يشكل تهديدا لإسرائيل وكسرا لتفوقها.
هذه السياسة التى تعتمدها أمريكا يصطلح عليها باسم الفوضي الخلاقة
وتعود جذور هذا المصطلح تاريخيا إلى الفكر الماسوني، وقد برز في بداية القرن العشرين ( عام 1902) على يد المؤرخ الأميركي ألفريد تاير ماهان وتوسع في تسويقه مايكل ليدين الذي شغل وظيفة مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي (1981-1982)، وشغل قبل ذلك وظائف مهمة في مركز الدراسات الاستراتيجية (1971-1982) وتولى وظائف في المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، وقد حاول مايكل أن يُضفي بعض الغموض و”الإيجابية” على هذا المصطلح حين سمّاه بالفوضى “البناءة”.
وحظيت استراتيجية “الفوضى الخلاقة” باهتمام المفكر الأميركي صامويل هنتنجتون كما طرحتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس في حديثها لصحيفة “واشنطن بوست” في أبريل 2005 حين قالت إن نظرية “الفوضى الخلاقة” أصبحت أولوية للسياسة الخارجية الأميركية، وقالت رايس إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو 2006، إن الهدف من هذا العدوان هو ايجاد فوضى خلاقة في لبنان تعمل كرافعة لمشروع الشرق الأوسط الجديد بقيادة إسرائيل.
كان برناند لويس صريحاً وواضحاً حد الوقاحة عند إعداده ديباجة نظرية “الفوضى الخلاقة”، التي جاء فيها أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لن يتحضروا، ولذلك، فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وأن أمام أميركا خيارين، إما أن تضعهم تحت سيادتها، أو تدعهم يدمرون حضارتها،
وحدد لويس 4 أهداف لنظرية “الفوضى الخلاقة” تتمثل في: –
تدمير ثقافة العرب والمسلمين الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، والضغط على قيادتهم الإسلامية-من دون مجاملة ولا لين ولا هوادة – ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة.
تضييق الخناق على الشعوب العربية والإسلامية ومحاصرتها، واستثمار التناقضات والعصبيات القبلية والطائفية فيها.
إضعاف الدول العربية وتفكيكها، وتقسيم المقسم فيها وتفتيت المفتت، وإعادة المجتمعات إلى هوياتها الثانوية العشائرية والطائفية وتعظيم تلك الهويات لتكون خصماً للهويات الوطنية والقومية الجامعة.
إعادة احتلال واستعمار الدول العربية والإسلامية، وتشكيل حاضرها وصناعة مستقبلها على نحو جديد، والسيطرة على ثرواتها.
سليمان منصور