أخبار السودان : في بداية 2015م تم تأسيس شركة (المبادرة الذكية) بواسطة طه علي البشير وكمال عبداللطيف وأحمد الشايقي وآخرين ورغم أن الهدف الظاهر من تأسيس هذه الشركة هو الاستثمار الزراعي إلا أن هناك من يزعم أن هناك هدفاً خفياً يتمثل في الاستحواذ على أراضي الولاية الشمالية خاصة مطار مروي حسب مدير الشركة بالولاية الشمالية حازم الكنزي.
فساد برعاية حكومية
حكاية (المبادرة الذكية) كما يرويها الكنزي لـ(الانتباهة) تقول إن الشركة بالفعل منح مشروعاً زراعياً بمنطقة الدبة بمساحة٢٠٠ الف فدان بدون وجه حق وبدون دفع أي رسوم وبمساعدة شخصية من إبراهيم الخضر والي الولاية في حينها وجعفر عبدالمجيد وزير الاستثمار وعادل جعفر وزير الزراعة بعد وليمة عامرة بما لذ وطاب من زينتي الحياة الدنيا بمنزل طه بالعفاض قرية باسعيد تحت غطاء افتتاح مدارس طه بالعفاض.
ويضيف حازم: (هذه الأرض تعتبر نموذجاً في كيفية إدارة الفساد حيث قامت الشركة بجمع أموال يشيب لها الولدان من إدخالها ضمن مؤتمر الاستثمار السوداني الإماراتي ومن رهنها للمشروع القومي للإنتاج البستاني والحيواني الذي يتبع لشركة (زادنا) أحد مؤسسي المبادرة وعبرالبنك الزراعي السوداني وهو أحد مؤسسي المبادرة ايضاً بمعنى ان الشركة رهنت الارض من نفسها لنفسها وبتمويل حكومي كامل.
تحت حماية لجنة التمكين
لم تنته الحكاية بعد بل يمكن القول انها (يادوب بدت) … حيث اتضح أن الارض غير موجودة على الطبيعة اصلاً فالإحداثيات المرفقة تخص منطقة عسكرية بالدبة وبها دروة لضرب النار والباقي من المساحة غير صالح للزراعة لذلك كان دور الإدارة القانونية في تمرير الرهن بواسطة “وجدي صالح” احد مستشاري المؤسسين (شركة عبدالهادي القحطاني) عظيماً جداً وهو احد أسباب عدم ظهور اسم هذه الشركة في قوائم لجنة إزالة التمكين رغم الفساد في ملفات اخرى كثيرة مثل المطار والسياحة والاستزراع السمكي ومصانع العلف والدقيق ومشاريع ديوان الزكاة التي تستحوذ عليها شركة المبادرة.
نزع الأرض
إذاً هل الأرض موجودة فعلاً على أرض الواقع ام لا تعدو كونها وهمية كغيرها من المشروعات الوهمية التي اسست ليست لذاتها ولكن لأهداف اهمها الاستحواذ على المال بطرق تبدو في ظاهرها مشروعة ولكنها في حقيقتها مجرد حبر على ورق؟
في إطار بحثها عن الحقيقة تواصلت (الانتباهة) مع مصدر من وزارة الاستثمار بالولاية الشمالية عاصر تلك الفترة، فافادها بأن الأرض موجودة فعلاً وتم منحها لمشروع المبادرة الذكية ولكن تم نزعها منهم في 2020 مع العلم أنها اي الأرض لم ترهن لدى البنك و ربما اخذ المال بواسطة نفوذ أحدهم لصالح مشروع آخر او لصالح مطار دنقلا .و قال مصدرنا ان شركة المبادرة الذكية استأنفت قرار النزع ولكنه لم يكن على علم بنتيجة الاستئناف وقال انه من السهل حيازة أموال من البنك وغيره بأوراق التأسيس هذه. . وأشار إلى أن طه علي البشير وكمال عبداللطيف واحمد الشايقي هم من كانوا في الصورة اما شركة عبد الهادي القحطاني فقد كانت تعمل في مجال تعليب الفاكهة في كريمة ولا يدري محدثي ان كانت من المؤسسين للشركة ام لا.
نزعت وأُعيدت
ولكن مدير الشركة بالولاية الشمالية حازم الكنزي يقول ان الارض نزعت ولكنها اعيدت لهم لأنها كانت مرهونة للبنك الزراعي والرهن يمنع النزع وقال حازم ان الارض نزعت لان مبارك الفاضل عندما عين وزيراً للاستثمار منح الولاية الشمالية كلها لتركيا التي كانت تريد الحصول على 2 مليون فدان للاستثمار واي أرض مصدقة ولم تستثمر نزعت من اصحابها ليتم تخصيصها للأتراك ومن ضمنها الأرض موضوع التحقيق وعندما اعفي مبارك الفاضل مات المشروع واستأنفت الشركة قرار النزع وأعيدت لها الأرض حسب مدير الشركة حازم الكنزي الذي كان متابعاً لقرار الاستئناف بنفسه حسب حديثه للصحيفة.
مظلمة شخصية
حازم الكنزي لديه مظلمة شخصية لدى شركة المبادرة الذكية يرويها لـ (الانتباهة) فيقول :(: انا عملت بشركة المبادرة يوم ٣٠/٤/٢٠١٥في وظيفة مدير مكتب الشركة بالولاية الشمالية وفي نفس العام عينت كمدير لمشروع انتاج الدقيق من مطاحن النيل الازرق بمدني ومطاحن رفاعة والمناقل وبعد ذلك اسست قسماً للتنقيب والتعدين بدنقلا ودلقو حتى اخر ابريل2021 ونسبة لظروف البلد من انعدام سيولة ووقود تم تجميد مرتباتنا من ٢٠١٧ مع وعود قاطعة بمضاعفة المرتبات الدولارية وكنا نتصرف من جيوبنا الخاصة وفي اول ٢٠١٩ قامت الشركة بايجار شقتي في الطائف كمقر للشركة دون ان تدفع لي اي مبلغ على ان يكون اول انتاج العمل بالذهب لسداد كافة مستحقاتي كاول بند ولاني كنت اعلم تماماً باحتياطي الذهب بالمنجم الذي اديره وافقت وتحملت هذا الوضع ولكن كان الغدر والخيانة فمع اول بدايات الانتاج وبعد توقيع عقد تمويل للمناجم من قبل صديق ودعة عبر ابراهيم بنج قام بفصلي عن العمل وانكار اي صلة لي بالشركة من بعيد اوقريب وحتى بعد ذهابي لمحكمة العمل ما زالوا ينكرون حقوقي في متأخرات الرواتب او ايجار الشقة وهنالك كمية من المحامين ضدي بالمحكمة رغم حيازتي لكمية من الاوراق والشهود الذين يثبتون حقوقي الا انه حتى هذه اللحظة لم تبدأ محكمة العمل بسماع اقوالي نسبة لتأجيل ١٦ جلسة متتالية بدون اسباب مقنعة وحالياً انا مطالب الشركة ب21 الف دولار خلاف ايجار الشقة لتلاتة سنة وكل مستندات الشركة موجودة بحوزتي ومنعت اي واحد منهم من دخول شقتي ما لم انل حقوقي وكل من اراد ان يأتي للمحكمة من الموظفين والشهادة لي في هذه القضية تم تسفيره لخارج السودان واي محام وكلته للوقوف معي خذلني وكل صحفي اطلعته على ملفي تحمس في البداية ثم فتر حماسه وتجاهلني دون أن اعلم الأسباب.
لا يمكن الوصول إليهم
وحتى نتيح الفرصة لطه علي البشير ليبين لنا الحقيقة من غيرها اتصلنا عليه عدة مرات وارسلنا له رسائل واتساب فلم يرد ثم ذهبنا لمقابلته بمكتبه بشركة جوبا للتأمين فوجدناه في اجتماع حسبما افادتنا سكرتيرته ثم امضينا قرابة الساعتين في الاستقبال الا ان الاجتماع لم ينته فتركنا رقم هاتفنا ليتصلوا بنا ولكنهم لم يفعلوا فاتصلنا نحن ووجدتا هاتفه مغلقاً.
أما كمال عبداللطيف واحمد الشايقي فلم يتسن لنا التواصل معهما لأن الأول رهن الاعتقال. والثاني بتركيا واما والي الشمالية الأسبق ابراهيم الخضر فقد علمنا انه خارج السودان. أما وجدي صالح فهو كذلك بالمعتقل مع العلم ان رقم هاتفه طرفنا كان خارج الخدمة قبل الاعتقال.
لا يوجد
بالمقابل افاد (الانتباهة) مدير التمويل بالبنك الزراعي صالح محمد صالح أن هذا المشروع لم يتم تمويله من البنك الزراعى ولا يوجد فى كل الرواجع اسم لهذا المشروع اقصد طبعاً المبادرة الذكية للانتاج الزراعى والحيوانى والمكاتبات بين زادنا والاستثمار وردت فيها اسم البنك الزراعى ربما لاقناع الاستثمار بسرعة الاستجابة ولكن البنك الزراعى لم يمول هذا المشروع.
تحقيق: هویدا حمزة
المصدر: صحیفة الانتباهة