كشفت إثيوبيا عن طبيعة ردها على المبادرة الإماراتية للوساطة بشأن خلافاتها الحدودية مع السودان، وكذلك بشأن أزمة سد النهضة مع الخرطوم والقاهرة.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في مؤتمر صحفي للمتحدث باسمها، دينا مفتي، نقلته الوكالة الإثيوبية الرسمية، إنها تلقت رسائل وساطة من دول عديدة بينها الإمارات العربية المتحدة.
ولكن مفتي قال إن عرض الوساطة الإماراتية كان يتعلق بالنزاع الحدودي بين إثيوبيا والسودان، ولم يتطرق في تصريحاته إلى سد النهضة على الإطلاق. المبادرة الإماراتية للوساطة
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية: ” عرضت العديد من الدول، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، الوساطة في الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، وأعربت إثيوبيا عن تقديرها للمبادرات”.
ولم يعلن مفتي في تصريحاته قبول أديس أبابا بعرض الوساطة من عدمه.
أما عن سد النهضة، فقال مفتي: “نائب رئيس الوزراء، قال للمبعوث الأمريكي الخاص بالسودان، دونالد بوث، إن إثيوبيا لها حق قانوني وسيادي في استخدام مياه النيل، من أجل التنمية بشكل عادل ومنصف”.
وتابع: “كما قال لهم إن إثيوبيا ليس لديها مصلحة في الإضرار بدول المصب خلال قيامها ببناء المشروع (سد النهضة)، كما أن أديس أبابا ملتزمة دائما بحل القضايا من خلال المفاوضات بطريقة تعالج مخاوف السودان ومصر”.
وأوضح “كما أكدنا أن ملء السد هو جزء من مشروع البناء الشامل الذي نتمسك به”.المبادرة الإماراتية للوساطة
وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت قبل أيام عن عرض الإمارات التوسط لدى إثيوبيا بشأن الخلافات الحدودية وأزمة سد النهضة.
قال وزير الإعلام السوداني حمزة بلول، إن المجلس أيد اقتراحا بوساطة الإمارات في النزاع مع إثيوبيا بشأن الحدود وسد النهضة الذي تشيده على النيل الأزرق، بحسب “رويترز”.
وتصاعدت حدة التوتر بشأن السيطرة على الأراضي الزراعية في منطقة الفشقة على حدود السودان مع إثيوبيا في الأشهر الأخيرة في حين وصلت المحادثات حول تشغيل سد النهضة إلى طريق مسدود.المبادرة الإماراتية للوساطة
يذكر أن هناك صراعا بين بعض المكونات السكانية بمنطقة “الفشقة” الحدودية بين السودان وإثيوبيا، حيث يتهم سكان المنطقة السودانيون قبائل إثيوبية باستغلال منطقة الفشقة للزراعة لصالحهم في بعض مواسم العام.
وقبل أشهر، بدأ الجيش السوداني عمليات لطرد مسلحين غير سودانيين من أراضي منطقتي الفشقة الكبرى، والفشقة الصغرى التي سيطرت عليها مليشيات إثيوبية مدعومة من أديس أبابا، طوال العقود الماضية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن السودان، موافقته على وساطة جوبا لحل النزاع الحدودي مع إثيوبيا والذي تفاقم خلال الأشهر الأخيرة.
كما وجهت الإمارات، اليوم الأربعاء، دعوة إلى حوار بناء لإنهاء الخلاف حول سد النهضة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان.
عبرت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها، عن اهتمامها البالغ وحرصها الشديد على استمرار الحوار الدبلوماسي البناء والمفاوضات المثمرة لتجاوز أية خلافات حول سد النهضة بين الدول الثلاث، مصر وإثيوبيا والسودان”، حسب وكالة الأنباء الإماراتية “وام”.
وشدد البيان، على “أهمية العمل من خلال القوانين والمعايير الدولية المرعية للوصول إلى حل يقبله الجميع ويؤمن حقوق الدول الثلاث وأمنها المائي، وبما يحقق لها الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، ويضمن ازدهار وتعاون جميع دول المنطقة”.
وأطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، سلسلة رسائل بشأن أزمة سد النهضة بين إثيوبيا من جانب ومصر والسودان من جانب آخر.
وقال السيسي في مؤتمر صحفي خلال زيارته إلى قناة السويس: “حقوق مصر المائية خط أحمر. سيحدث عدم استقرار إقليمي، لو انتهكت حقوق مصر المائية”.
وتابع بالقول: “ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد. معركتنا معركة تفاوض والعمل العدائي مرفوض، لكن لن يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر ومن يريد أن يجرب فليجرب”.
سبوتنيك الروسي