قال حزب المؤتمر الشعبي إن مجموعة إبراهيم السنوسي، التي أقالت الأمين العام للحزب علي الحاج، انتحلت صفة الشورى لتعلن إجراءاتها ضد قيادة الحزب.
ووصفت الأمانة العامة للحزب أن ما جرى هو مفاصلة كاملة، اكتملت حلقاتها بعد مؤامرة على المؤتمر الشعبي واجهاض مساعيه الرامية الى تحقيق الانتقال والسلام، سيما وان مجهودا جبارا قام به الأمين العام في جولته الاخيرة ولقائه بقيادة دولة جنوب السودان وإقتراحه إجراء حوار سوداني سوداني برعاية جنوب السودان.
وكانت مجموعة السنوسي أعلنت موالاتها لإنقلاب 25 أكتوبر 2021 ضد حكومة الانتقال بقيادة عبدالله حمدوك، ثم اصطفت لاحقًا مع الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع التي اندلعت في 15 أبريل الماضي، نتيجة خلاف بين المؤسستين بشأن اتفاق يقضي بالعودة إلى مسار الانتقال وخروج المؤسسة العسكرية من الحكم.
وكان حزب المؤتمر الشعبي بقيادة علي الحاج من ضمن القوى السياسية الموقعة على “الاتفاق الإطاري” الذي تمسكت قوات الدعم السريع بتنفيذه بينما نكص الجيش على توقيعه بعد خلافات حول قضية إصلاح المؤسسة العسكرية ودمج قوات الدعم السريع.
نص البيان
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الشعبي
الأمانة العامة
بيان
يقول الله تعالى:(لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)
“الأنفال: 37”
حينما تأسس المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة الشهيرة في العام ١٩٩٩م كانت الحرية هي اساس البناء فضلاً عن التوبة النصوحة من ايّ وسيلة تقود الى الحكم من غير الانتخابات وتفويض الشعب.
للاسف لم ترعوي مجموعة إستعصت عليها التوبة وظّل يراودها الحنين للحكم حتى اوقعت بنفسها في إنقلاب ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م، حيث إستغلت نفوذها في الحزب على حين غفلة، لم تؤتمن على الهياكل والقيادة وعبثت بالحزب إلى ان تم اعفائها من التكليف، وحينما تمادت في مخالفاتها للنظام الاساسي تم فصلها من عضوية الحزب فصلاً نهائياً.
من بين هذه المجموعة من تنبأ به شيخ حسن الترابي في حياته، بأنه سيشق المؤتمر الشعبي واليوم بهذه المفاصلة الثانية يكون قد تحققت نبوءة الشيخ الراحل، ويكون المؤتمر الشعبي قد تعافى من امراض الانقلابات وتخلص من حمولة كان يحتمل اذاها ليصبح الشعبي أكثر تعافي واقرب الى التقوى.
الاخوة والاخوات الكرام:
الأمانة العامة ترفض رفضاً تاماً ما قامت به المجموعة من إنتحال لصفة الشورى وما ترتب عليها من نتائج لأن مابني على باطل فهو باطل(شوري تمريرية باطلة مزورة) شأنها شأن شورى قاعة الصداقة المعترف بتزويرها لان قرارات رئاسة هيئة الشورى بتفعيل الماده 26 / 2 من النظام الاساسي (أحكام الضرورة) هو إكمال لسلسلة حلقات التأمر التي قادتها المجموعة المعنية، متزرعة بحجج واهية بعد فشل انقلابها مع العسكر في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م ولانها لا تملك الاختصاص تتبعت وتزرعت باسباب مصطنعة منها ما اتصل بعقد الشورى لاجازة الامانة العامة ونواب الامين العام، ومنها ما اتصل بخط الحزب السياسي والذي ابتعد عن دعم الانقلابات العسكرية والعودة الى مربع الامس الذي تسبب في دمار البلاد من اجل العودة لكراسي الحكم.
الاخوة والاخوات الكرام.
لطالما سارت هذه المجموعة في طريقها معلنةً الخروج عن الحزب محدثةً مفاصلة كاملة بينها وبين اسسه ونظمه ولوائحه، فهي حرة فيما ذهبت إليه من خيار، معلنة عن تأسيس جديد، ولها أن تأتلف او تندمج مع من تشاء، ولكن يقع على عاتقنا ان نبين لكم وللرأي العام كيف ادارت هذه المجموعة مؤامرتها حتى لا تخلق لبساً على الخاصة ولا خلطاً على العامة.
اولاً: ليس من اختصاص ما اسموه بمكتب الشورى أن يبتدر موضوع انعقادها او تحديد موعدها او تحديد اجندتها، وعمل هذه الاجراءات خارج الأمانة العامة لهو التزوير المبين.
ثانياً : الأمين العام هو من ينسق مع مكتب الشورى وليس العكس لان الأمانة العامة هي من تبتدر أعمال الشورى وتقوم عبر لجنة تحضيرية لم يحدث التنسيق او حتى إخطار الأمين العام او من ينوب عنه بما جرى.
ثالثاً : أن واجب الاتصال بالولايات من حيث الصادرات والواردات هو من اختصاص امانة الاتصال التنظيمي حصراً على سواها، لكنهم اتصلوا مباشرة بعدد من عضوية الشورى ولم يتصلوا بالآخرين الذين يناهضون خطواتهم من ولايات واشخاص هم اعضاء بالاصالة في الشورى.
رابعاُ : تحديد الاجندة وتحضير اعمال الشورى ليس من اختصاص مكتب الشورى ولكنها تجيز جدول الاعمال عن إنعقادها مجتمعة في الجلسة الإجرائية الأولى.
خامساً: التزرع بالآجال وانتهاء امد الأمين العام الذى اختير عبر المؤتمر العام هي فرية، وذلك يحتم انتهاء اجل الشورى التى اختيرت فى نفس جلسة الانعقاد التى اختير فيها الأمين العام من ذات المؤتمر وهنا تنتفى فرية الحديث عن انتهاء الآجال.
سادساً : هناك عدد من الولايات أكدت عدم الاتصال بها اصلاُ لاخطارها بانعقاد الشورى بالتمرير ولم يتم التنسيق معها للإشراف على اخذ الرأي من عضوية الشورى بها لانها رفضت المشاركة مبدأً في شق الحزب ونحره في وضح النهار.
سابعاً: لم يتعلق الامر بذكر الأسباب التي يخلو فيها منصب الامين العام فى النظام الاساسي حتى يذهب الامر الى اعفاءه وإنتخاب بديل.
ثامناً : إن الذي جرى بكل ما تم من اسباب هو مفاصلة كاملة، اكتملت حلقاتها بعد مؤامرة على المؤتمر الشعبي واجهاض كل مساعية الرامية الى تحقيق الانتقال وتحقيق السلام، سيما وان مجهودا جبارا قام به الأمين العام في جولته الاخيرة ولقائه بقيادة دولة جنوب السودان وإقتراحه إجراء حوار سوداني سوداني برعاية جنوب السودان.
الاخوة والاخوات:
حيال ما جرى ستتخذ الأمانة العامة من الخطوات التنظيمية والاجراءات والتدابير الصارمة والحاسمة ما يحافظ على الحزب وخطه السياسي وقواعده وقيادته المنتخبة من المؤتمر العام.
يقول الله تعالى ( وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَءَامَنَ مَن فِى ٱلْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ ٱلنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ) سورة يونس (٩٩)
الأمانة العامة
٢٧ يناير ٢٠٢٤م