أخبار السودان :
الله الله في النسيج الاجتماعي
من اخطر ما يمكن ان يترتب على هذه الحرب اللعينة – لاسمح الله – ان ينفرط عقد النسيج الاجتماعي في البلد وينهار التعايش السلمي الذي ظل السودان يفخر به.
ولا يخفى على احد مدى الضرر الكبير الذى لحق بالتعايش السلمي بين ابناء الوطن ، ومازالت هناك إمكانية لتلافي وصول الامور الى نقطة يصعب اصلاحها ومنها يمكن ان تتدهور الى ما نخشاه.
ان اشتراك بعض ابناء القبائل التي تشكل حواضن اجتماعية للدعم السريع اشتراكهم في هذه الحرب كمقاتلين وشعور كثير من المواطنين ان جيرانهم الذين ظلوا لسنوات يسكنون معا في امن ووئام. ، ان اشتراكهم في الحرب الى جانب الدعم السريع جعلهم مسؤولين عند جيرانهم عن بعض صور العدوان الذى طالهم واعتبارهم ان هؤلاء الجيران باشتراكهم – في بعض النماذج – في الهجوم على دورهم ومتاجرهم ونهب مقتنياتهم او على الاقل غض الطرف عن ما حدث لمنازلهم ومتاجرهم من نهب وتخريب وعدم صدهم زملاءهم عن بيوت جيرانهم فان هذا بمثابة اشتراك مباشر في العدوان عليهم وانهم مسؤولون وان بدرجات متفاوتة عن ما يحدث ، هذا الذي وقع اسهم في اشعال نار الغضب بنفوس الكثيرين واعتبروا ان ابناء القبائل الحاضنة للدعم السريع انما يعتدون عليهم ويتنكرون لحسن الجوار والعيش المشترك بمشاركتهم في عمليات النهب والسلب او على الاقل عدم حماية بيوت الجيران وممتلكاتهم ان لم نقل إخبار المعتدين عنها والاتيان بهم اليها.
هذا الشعور استتبعته دعوات مستمرة واصبح صوتها يعلو بضرورة طرد اى فرد ينحدر من هذه القبائل بدعوى انهم لايستطيعون التعايش معهم ولايحتملون قربهم بل وصل الامر بالبعض الى الدعوة لابعاد هؤلاء بشكل تام من احيائهم والا فانهم سياخذون حقهم بايديهم ، وهذا الكلام خطير جدا وسوف تترتب عليه نتائج بالغة السوء.
ولابد ان يعلم الجميع انه لايمكن قط محاسبة شخص بانتمائه العرقي والقبلي والجهوي فالمجرم لاقبيلة له ومن ثبت جرمه يعاقب لكن ليس من العدل ولا الأخلاق ولايصح في موازين الشرع اخذ البرئ بجريرة المذنب ، وعلى الجميع العمل على انهاء هذا التوجه الخطير الذي ينادي به البعض وليت الناس تعي خطورة ما يؤدي اليه هذا القول ونقول لانفسنا والجميع الله الله في النسيج الاجتماعي، والله الله في العيش المشترك ، ولا تخربوا بلدكم بايديكم عفا الله عنا وعنكم.
سليمان منصور