الله الله في السلم الاجتماعي
من أخطر الأمور التي تشكل تهديدا على بقاء المجتمعات وتماسكها ان ينهار التعايش السلمي مما يؤدي إلى تفكك هذا المجتمع ، ويلزم ان يعمل الجميع على تجنيب البلد هذه المخاطر التي ستنعكس سلبا على الجميع وليست فقط كاي خلاف هنا أو هناك.
ومن المخيف ان يتيح أبناء اي بلد للمخربين فرصة هدم السلم والامن المجتمعي ، سواء كان هؤلاء المخربين يسعون من أنفسهم لهذا التخريب او كانوا أدوات بيد من يرغب في ذلك ، وسواء علموا ام لم يعلموا بخطر مهمتهم فالنتيجة واحدة وهي خطر انهيار المجتمعات وتفككها.
ان اسوا ما يعمد اليه المخربون هو اللجوء إلى العنصرية والإساءة إلى المكونات الاجتماعية في البلد مما يؤدي إلى خلق الفتن الظاهرة او المستترة والتي تشعل نيرانا يصعب اطفاؤها والسيطرة عليها ، ومع تمدد الفتن واتساع دائرة العنصرية يصعب رتق الفتق ويدفع الأبرياء من كل مكونات الشعب الثمن بكل اسف.
وقد عشنا صورا مؤلمة من الفتن القبلية والجهوية والعنصرية واشتعال مواجهات طاحنة بين بعض المكونات الإثنية في بورسودان وكسلا والقضارف وكادوقلي وكانت اقساها وابشعها واخطرها ما وقع في إحدى السنوات بمدن الدمازين والروصيرص وبعض قري المدينتين.
والان وقد اكملت الحرب الطاحنة عاما واجه فيه المواطنون أقسى انواع المعاناة فان بعض الناس ذهبوا بكل اسف ينفخون في كير العنصرية البالي ويؤججون نيران الفتنة بالحديث عن استهداف مكونات اجتماعية لدور أبنائها في السلب والنهب والقتل ، إذ تجد من يقول لن اقبل باي فرد ينحدر من قبائل ينشط ابناؤها في جرائم الدعم السريع ويمارسون العدوان ، يقولون لن نتعايش مع أي فرد ينتمي إلى هذه القبائل ولانريد معهم جوارا ولا اي علاقات اجتماعية ، وهذا بلا شك سلوك خاطئ جدا وتترتب عليه مخاطر كبيرة جدا ولابد ان ينتبه لها الجميع ومع التأكيد على عظم الجرم الذي ارتكبه أفراد الدعم السريع وضرورة معاقبة كل من تورط في هذا العدوان البشع الا ان القاعدة الواضحة التي يجب أن تبقي دائما حاضرة امام اي شخص هي انه لاتزر وازرة وزر أخرى.
وفي المقابل تطرف بعض أبناء الغرب ضد كل من هو شمالي وأصبح العداء لهم بما انهم شماليين وليس لانتماء سياسي، وقد سمعنا بكل اسف هجوما غير مبرر على بعض القبائل باسمها والدعوة إلى سحقهم ومعاقبتهم ولاشك ان هذا خطأ فادح وذنب لايغتفر ولايمكن مؤاخذة البريئ بجريرة المجرم.
سليمان منصور