من بين عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الذين فروا من المجازر في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي، تقول التقارير من الحدود التشادية السودانية إن الجوع والحرمان من الخدمات الأساسية تواجه السودانيين في المعسكرات الحدودية.
تقول التقارير إن (150) ألف لاجئ سوداني هربوا إلى تشاد من غرب دارفور في يونيو الماضي جراء هجمات من مليشيات عربية متحالفة مع الدعم السريع
وتقول التقارير الرسمية للأمم المتحدة إن (150) ألف لاجئ سوداني هربوا إلى تشاد من ولاية غرب دارفور في منتصف حزيران/يونيو الماضي بعد هجمات شنتها مليشيات عربية متحالفة مع الدعم السريع.
وقالت شذى (27 عامًا) وتعمل منسقة طوعية في مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد إن الوضع هناك “لا يمكن الحديث عنه بسهولة”. “كل شيء قابل للنسيان، عدا أزمة مدنيين فروا من المجازر الدموية ودخلوا في دوامة الجوع والحرمان من الحياة الأساسية” – أردفت هذه المتطوعة في حديثها إلى “الترا سودان”.
وقالت المتطوعة في مخيمات اللاجئين السودانيين في تشاد إن الأوضاع سيئة والأغطية الواقية من المطر عصفت بها الأعاصير، فوجد عشرات الآلاف أنفسهم بين ليلة وضحاها في العراء بلا مأوى أو طعام – بحسب تعبيرها.
وتسعى وكالات دولية وأممية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين السودانيين في تشاد ولا سيما إلى من وصولوا حديثًا بعد النزاع المسلح بين الجيش والدعم السريع في نيسان/أبريل الماضي، لكن هناك نقص في التمويل حسب إسماعيل عبدالرحمن العامل في منظمة دولية.
قال إسماعيل عبدالرحمن لـ”الترا سودان” إن الطعام قد يعد ترفًا هناك، لافتًا إلى أن الآلاف يعانون من نقص الغذاء إلى جانب اضطرابات في عمليات التسكين والمأوى. وأضاف أن العالم لم يعد يكترث بالأزمة الإنسانية الأسوأ في السودان منذ سنين – على حد قوله.
فيما ذكرت المتطوعة شذى أن بعض اللاجئين يقتسمون “البليلة” التي أحضروها معهم رغم أن المليشيات المسلحة أضرمت النار في مخزون الغذاء الذي كان في مستودعات المواطنين مع اندلاع أعمال العنف.
وأشارت إلى أن بعض الناجين من المجازر في الجنينة تحدثوا عن أن مقاتلي المليشيات يطلقون الأعيرة النارية على أرجل الفارين حتى يصابوا بالإرهاق ولا يتمكنوا من السير مسافات طويلة إن نجوا من الموت، ورغم ذلك وصل العديد من المصابين إلى المعسكرات وعولجوا في مخيمات طبية – طبقًا لإفادة هذه المتطوعة.
لاجئون سودانيون في معسكر بالحدود الشاديةيصطفّ اللاجئون في المعسكرات الحدودية للحصول على الطعام (Getty)
ومن جهته، يرى علي الحاج الخبير والمستشار لدى منظمات إنسانية في حديث إلى “الترا سودان” أن أزمة دارفور خطيرة، والمجتمع الدولي يترك الأمور تمضي كيفما اتفق. وكأن هناك اتفاقًا بين الجميع على الصمت في حين أن الضغط على طرفي النزاع قد يؤدي إلى “سلام حقيقي” في السودان – حسب قوله.
ويوضح الحاج أن العالم ترك القادة السودانيين لأكثر من (20) عامًا بلا “محاسبة حقيقية”، وغض الطرف عن معاناة مئات الآلاف من السودانيين في تشاد منذ (22) عامًا دون أن يتمكن من إبرام “سلام حقيقي على الأرض”.
المصدر: الترا سودان