الكنيسة اللبنانية تمنع انتقاد اميركا
الكنيسة – اى كنيسة – تعتبر رمز دينى ، ويجب أن تنال الاحترام ، وما لم تقف بشكل واضح ضد الظلم واستهداف بنى الإنسان فانها بذلك تكون طرفا فى الصراعات التى يعج بها العالم ، ولن تكون الكنيسة بمنأى من الانتقاد والرد عليها وعدم الاتفاق معها ما دامت تعجز عن إستنكار الظلم الصريح الواقع على بعض بنى الإنسان ، بغض النظر عن عرقهم ولونهم ودينهم ، فهم كبشر يفترض ان يحظوا برعاية من الكنيسة ، او لا أقل الدفاع عنهم أمام الظلم والاستكبار الذى تمارسه بعص الدول وعلى راسها الولايات المتحدة الأمريكية ، التى تمارس البلطجة والعدوان جهارا نهارا ، وتعتبر بحق اجلى مصاديق الإرهاب المذموم والمتفق على إدانته ، وايضا بعض البلدان الأوروبية التى تعتدى على الحق الخاص للافراد مواطنين ام مقيمين فيها ، وابرز مثال على ذلك التعدى السافر بمنع الحجاب فى بعض البلدان.
الكنيسة اى كنيسة يلزم ان ترفض الظلم والعدوان ، وان سكتت عن إدانته وضعفت عن انتقاده فلا اقل لا تعاقب من يجاهرون بانتقاد الظالمين ، ولا نعرف على وجه الأرض دولة كاميركا تمارس الظلم وتحمى الظالمين وتتجبر وتتكبر وتطغى وتبطش ولاترضى من اى جهة افرادا او جماعات او كيانات ان تستقل بقرارها وترفع راية الانعتاق من التبعية ، هذا النمط من السلوك الشائن فى العلاقات الدولية تمارسه أمريكا بدون حياء ، وهذا العمل المنافى للقيم والاخلاق من المنتظر ان تتصدى له الأديان ممثلة فى رجال الدين ومن يتولون الزعامة الروحية ، فرجل الدين فى الإسلام والمسيحية واليهودية يفترض ان يشكل صخرة تتكسر عندها محاولات هدم الأخلاق ومحاربة القيم ، وهذا الدور التربوى والتعليمى تضطلع به المؤسسات الدينية كالمسجد والكنيسة ، لكن ان تلجأ إحدى الكنائس فى الشرق الأوسط إلى معاقبة احد رجال الدين لانه انتقد أمريكا وظلمها وعدوانها ومحاربتها للقيم والاخلاق ، فهذا تصرف مرفوض من الكنيسة ، بل هى حرب من الكنيسة على نفسها ومبادئ العدل والانصاف.
ونتحدث عن قرار صادر عن مطرانية بيروت المارونية في لبنان بمنع الكاهن فى ابرشية بيروت الخوري كميل مبارك من الظهور الإعلامي بعد أن هاجم سياسات الولايات المتحدة الأميركية تجاه لبنان.
مطرانية بيروت المارونية اوضحت أنّ تعميما صدر للكهنة عن أعلى سلطة كنسية وهي مجمع الكهنة في روما ، وعن أعلى سلطة كنسية في لبنان وهي مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمنع الخوض فى الشأن السياسى.
ومن المستغرب ان تدافع مطرانية بيروت عن قرارها الظالم بهذا الدفاع الضعيف ، ونسأل أليس انتقاد الظلم ومحاربته هو اس عمل الكنيسة ؟ ام انها ازدواجية المعايير التى تجعل الكنيسة تغضب من الانتقاد لامريكا باعتبار ان هذا شان سياسى وفى الواقع هذا الكلام نفسه ناتج عن التزام بموقف سياسى فهل تترك الكنيسة هذا التناقض؟
سليمان منصور