أخبار السودان :
الكل مقاومة والجميع مقاوم
في وقت ارادت فيه إسرائيل ومن خلفها الداعم الامريكي واتباعه الغربيون ، والساكتون من حكامنا الخونة الجبناء ، في وقت ارادت إسرائيل ومن معها – بتشديد القصف وقوة الضربات – ان يفصلوا بين المقاومة وشعبها باعتبار ان تصرفاتها جرت على المدنيين بلاء لاقبل لهم به ، بحسب التصور الصهيو غربي ، في هذا الظرف العصيب ، ووسط التحشيد الأمريكي الغربي لتوفير دعم مطلق لاسرائيل ، كان الجميع يتوقعون انهيارا عاجلا للمقاومة وفصلا بينها وبين شعبها ، لكن ماذا كانت النتيجة؟
خرج الشعب الفلسطيني في كل مكان داعما للمقاومة ، متبنيا قضيتها ، بل معتبرا انها قضيته ، ولم يكن الامر محصورا في غزة ، فالضفة الغربية واراضي 48 والقدس كانت جميعها على الموعد ، وذهب الامر ابعد من ذلك والشعوب العربية والمسلمة واحرار العالم يهتفون بنصرة فلسطين وعدالة قضيتها ، ويضعون اي خلافات
بينهم جانبا ، فحول فلسطين لا خلاف ، وتبقي المقاومة هي الخيار الاوحد لتحرير الأرض ورد العدوان.
قطاع غزة الصامد تحول كله الى مقاومة ، وليس فقط المقاتلين والمنضوين تحت تشكيلات المقاومة وانما الكل في القطاع بل فلسطين على امتدادها من البحر الى النهر تحول الى مقاوم ، مما اضاع على المعتدين وحلفاءهم خططهم ، واسقط هذا الصمود الفلسطيني الاسطوري مشاريع العدو بالاستفراد بالمقاومة وعزلها عن شعبها وحاضنتها الاجتماعية فاذا بالمحيط العربي والاسلامي الكبير يتحول الى حاضن للمقاومة مشكلا لها حماية تؤكد استحالة استئصالها كما يرغب العدو وداعموه وأني لهم ذلك.
فهاهي الجماهير في لبنان وسوريا والعراق واليمن والسودان والاردن وايران وباكستان والمغرب وجنوب افريقيا والجزائر وتونس وامريكا وبريطانيا وكندا والمانيا والسويد وغيرها من الاقطار يخرجون تحت راية واحدة هي فلسطين ، يدافعون عن قضيتها ، ويستنكرون جرائم العدو الصهيوني المجرم العنصري الإرهابي.
في هذا الاصطفاف الكبير والواضح لقوى الشر ودعمها لقتل الأبرياء وانتهاك قواعد ومبادئ القانون الدولي
، وفي ظل الصمت المخزي للمنظمات الحقوقية العربية والدولية.، وفي ظل المهانة والذل الذي يقبع فيه حكامنا الخائفون من سطوة امريكا الساكتون عن جرائم العدو وانتهاكاته الفظيعة ، في ظل هذه الظروف تبرز الجبهة الحرة مناصرة لفلسطين ، رافضة لصلف إسرائيل وامريكا ، ويتحول هذا التيار العريض الى مقاومة واسعة جارفة ، فالكل مقاوم والجميع مقاومة.
سليمان منصور