القوات المصرية فى السودان لماذا؟
كثير هو الحديث عن وجود قوات مصرية فى السودان ، ونسأل عن سبب وجود هذه القوات فى بلادنا ، وكيف جاءت ؟
وحتى إذا افترضنا انها جاءت بتنسيق مع الحكومة ، فهل للحكم القائم الان اصلا الحق فى الاتفاق مع اى جهة على استجلاب قوات اجنبية للبلد تحت اى عنوان كان؟
لا خلاف بين الناس ان الحكومة المنتخبة ذات التفويض الشعبى هى صاحبة الصلاحية فى عقد اتفاقات من هذا النوع ، واتخاذ قرارات بهذه الخطورة ، ونعرف ان الحكم الحالى – على فرض وجود حكومة – ليس مخولا باتخاذ اى خطوة من هذا النوع ، ونحن الان فى مرحلة حكومة تصريف الأعمال إلى حين التوافق بين القوى السياسية المختلفة على تشكيل الحكومة الانتقالية التى ليس من مهامها قطعا استجلاب قوات اجنبية ، وتبقى مهمتها محصورة فى تسيير شؤون البلد وتهيئة الأوضاع لإجراء انتخابات يقول فيها الشعب كلمته ويختار الجهة التى تحكمه ويمنحها الثقة التى تؤهلها للبت فى هذه القضايا المصيرية.
البعض يرى ان الوجود العسكرى فى السودان جاء لهدفين الأول مراقبة الدعم السريع عن قرب واتخاذ مايراه مناسبا فى الوقت المناسب ، والهدف الثانى هو الوجود فى وضع استعداد كامل لأى تطور ينتج عن الخلافات حول سد النهضة فى إثيوبيا الذى تضج مصر منه بالشكوى إلى من يمكن أن يفيدها فى هذا الجانب وحتى إلى اولئك الذين لن يؤثروا فى قضية بناء السد وقيامه.
امر اخر حذر منه الكثيرون وهو تواجد القوات المصرية فى مطار مروى ووضعه كاملا تحت سيطرتها ، وهذا يتيح لها مراقبة الأجواء السودانية ، ورؤية أعمال التهريب وسرقة الكثير من موارد البلد ، وبالذات الذهب ، وايضا معرفة الطائرات العابرة لاجوائنا ، كل ذلك يتم عبر السيطرة التامة على برج المراقبة فى مطار مروى.
لا شك أن وجود القوات المصرية فى مطار مروى والآثار التى تترتب على ذلك يشكل عدوانا صارخا على السيادة السودانية ويلزم وضع حد لهذا العبث الذى يجرى.
سليمان منصور