تتواصل الحرب الروسية في أوكرانيا لليوم الـ17، وسط سقوط عدد من القتلى والجرحى، بالإضافة إلى عشرات الأسرى من الجانب الروسي.
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية، إنه تم صباح السبت، انتشال 5 جثث بينهم أطفال جراء قصف روسي استهدف أمس مناطق سكنية في خاركيف.
وحذرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مصادر استخباراتية، من هجوم كيميائي روسي محتمل لاتهام كييف أو حكومات غربية بتنفيذه.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن جنودها سيواصلون البحث عن منظومات الدفاع الجوي المحمولة التي تخلت عنها القوات الأوكرانية.
ميدانيا، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن قواتها واصلت هجومها، وتقدمت 11 كلم في العمق الأوكراني، ووصلت إلى مناطق نوفودونتسكوي ونوفومايورسكوي وإيجوروفكا.
وكشف الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينيسكي، إن القوات الروسية خسرت أكثر من 12 ألف جندي خلال الغزو، بالإضافة إلى عدد كبير من الأسرى.
فيما نقلت “واشنطن بوست” عن محللين عسكريين، قولهم إن “الغزو الروسي لأوكرانيا لم يتم التخطيط له، كما أن الجيش الروسي الذي تم التباهي به كثيرًا قد لا يكون القوة الهائلة التي كان يُخشى منها في يوم من الأيام”.
ولفتت إلى أن “الوتيرة المتعثرة للهجوم الروسي الذي اتسم بالارتباك الواضح بين القادة بالإضافة إلى صور سقوط الطائرات والدبابات الروسية أعادت التوقعات بشأن كيفية تطور الصراع.”.
اختطاف عمدة أوكراني
اختطف جنود روس، عمدة مدينة ميليتوبول جنوب أوكرانيا الجمعة، واقتادوه إلى جهة مجهولة.
وقال البرلمان الأوكراني في بيان إن “مجموعة من عشرة محتلين خطفوا رئيس بلدية ميليتوبول إيفان فيدوروف”، مضيفا أنه “كان يرفض التعاون مع العدو”.
فيما قال رئيس الجمهورية فولدومير زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو: “اليوم في ميليتوبول، أسر الغزاة عمدة المدينة إيفان فيدوروف. عمدة يدافع بشجاعة عن أوكرانيا وأفراد مجتمعه”.
وأضاف: “يتعلق الأمر بكل وضوح بمؤشر على ضعف الغزاة (…) لقد انتقلوا إلى مرحلة جديدة من الإرهاب يحاولون من خلالها القضاء على ممثلي السلطات الأوكرانية المحلية الشرعية”.
مهاجمة كييف وشيكة
قالت شركة أمريكية خاصة إن الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية يوم الجمعة أظهرت أن وحدات عسكرية روسية تواصل انتشارها بالقرب من العاصمة الأوكرانية كييف وتطلق نيران المدفعية بكثافة صوب مناطق سكنية.
وأضافت شركة ماكسر تكنولوجيز أن النيران اندلعت في عدد من المنازل والمباني وشوهدت أضرار واسعة النطاق في أنحاء بلدة تقع شمال غربي كييف.
وقالت الشركة إن إحدى الصور أظهرت عناصر من كتيبة مدفعية روسية تطلق النار بكثافة في اتجاه الجنوب الشرقي. وتابعت بأنها لا تستطيع تأكيد أهداف الكتيبة لكن الأضرار التي لوحظت في البلدة كانت على بعد حوالي سبعة كيلومترات جنوب شرقي انتشار المدفعية.
وأظهرت صورة أخرى طوابير طويلة من السيارات تقل أشخاصا يحاولون الفرار من كييف، أظهرت أخرى استمرار اشتعال النيران في مطار أنتونوف.
وواصلت القوات الروسية قصف المدن في أنحاء أوكرانيا ويبدو أنها تعيد تجميع صفوفها لشن هجوم محتمل على كييف.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أن الجزء الأكبر من القوات البرية الروسية يتمركز الآن على بعد حوالي 25 كيلومترا من مركز كييف.
زيلينسكي يخاطب الأمهات الروس
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت أمهات الجنود الروس إلى منع إرسال أبنائهن إلى “الحرب” في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر تليغرام: “أريد أن أقول هذا مرة جديدة للأمهات الروسيات، خصوصا لأمهات المجندين. لا ترسلن أولادكن إلى الحرب في بلد أجنبي”.
وأضاف: “تحقّقنَ من مكان وجود أولادكن. وإذا كان لديكن أدنى شك في إمكان إرسال أولادكن إلى الحرب ضد أوكرانيا، فتصرّفن على الفور” لمنع مقتلهم أو خطفهم.
وتابع زيلينسكي: “أوكرانيا لم ترغب أبدا في هذه الحرب الرهيبة. وأوكرانيا لا تريدها. لكنها ستدافع عن نفسها بقدر ما يتطلبه الأمر”.
وأقرت روسيا الأربعاء للمرة الأولى بوجود مجندين في أوكرانيا وأعلنت أن عددا منهم تعرض للأسر.
ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية أرقام هواتف وبريدا إلكترونيا يمكن للأمهات من خلالها الحصول على معلومات بشأن أبنائهن المسجونين في أوكرانيا.
بوتين يستعين بالأجانب
وقالت وسائل إعلام روسية، إن الرئيس فلاديمير بوتين وافق على فكرة الاستعانة بالمتطوعين من الشرق الأوسط، لاستخدامهم في القتال بمنطقة دونباس.
وخاطب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بوتين، الجمعة، خلال اجتماع للأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الروسي، بالقول: “نتلقى أعدادا هائلة من الطلبات من المتطوعين من دول مختلفة يرغبون في التوجه إلى جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بغية المشاركة في ما يعتبرونه حركة تحرير، ومعظمهم من دول الشرق الأوسط، وقد تجاوز عدد الطلبات عتبة الـ16 ألفا”.
وتابع: “في هذه المسألة نعتبر من الصحيح الرد إيجابا على هذه الطلبات، خاصة أنها تأتي ليس لاعتبارات مالية بل بسبب الرغبة الحقيقية من قبل هؤلاء الناس، ونعرف الكثيرين منهم وهم سبق أن ساعدونا في الحرب ضد “داعش” في أصعب فترة، خلال السنوات العشر الماضية”.
بدوره، أشار بوتين، ردا على هذا الكلام، إلى أن “الممولين الغربيين للنظام الأوكراني لا يخفون عملهم على جمع مرتزقة من مختلف أرجاء العالم ونقلهم إلى أوكرانيا”، محملا إياهم المسؤولية عن “التجاهل التام لكافة أعراف القانون الدولي”.
وأضاف الرئيس: “لذلك عندما ترون أن هناك أشخاصا يرغبون في التوجه إلى دونباس لمساعدة سكانها، وذلك ليس من أجل المال، فيجب الرد إيجابا ومساعدتهم في الذهاب إلى منطقة القتال”.
المصدر: عربي21