قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن خطوط دفاع القوات الأوكرانية صامدة في وجه الغزو الروسي، مؤكدا أن القوات الروسية تواصل قصف المدن في البلاد.
وأضاف في كلمة مصورة نشرتها معرفات الجيش الأوكراني: “التكتيكات المتغيرة لروسيا وقصف المدنيين في المدن، أثبتا نجاح أوكرانيا في إفساد خطة موسكو الأولية، بإعلان بانتصار سريع من خلال هجوم بري”.
وأكد زيلينسكي أن أوكرانيا تتلقى إمدادات أسلحة يوميا من حلفائها الدوليين، مشددا على أن الأوكرانيين ليس لديهم ما يخسرونه سوى الحرية.
واستهدفت القوات الروسية محطة لتخزين النفط في مدينة تشيرنيغوف، ما أدى لاشتعال حرائق بخزانات الوقود وتتضرر عدد من صهاريج النفط.
وأعلنت خدمة الطوارئ الحكومية في أوكرانيا، الخميس، تعرض مستودع نفط في مدينة تشيرنيغوف بشمال أوكرانيا.
اتهامات روسية
اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، دول الغرب بالتخطيط للحرب، معتبرا أن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على العالم.
وقال لافروف، إن “الأميركيين يسعون إلى السيطرة على العالم كما فعل (الزعيم النازي أودولف) هتلر”، مؤكدا أن موسكو لديها “عقيدة عسكرية تحدد شروط ومبادئ استخدام الأسلحة النووية، والأمر ليس كما يقوله الغرب”.
وأضاف: “الغرب يدعي أن انضمام أوكرانيا لحلف الناتو ليس مهددا لأوروبا، لكن كيف لهم أن يحددوا ذلك”، وفق وكالة “انترفاكس”.
وشدد على أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بالاحتفاظ ببنية تحتية عسكرية تهدد أمن موسكو، مؤكدا أن تزويد أوكرانيا بمزيد من السلاح سيكبدها خسائر أكبر.
ورأى أن حلف شمال الأطلسي “الناتو” يحول أوكرانيا إلى ميدان للقضاء على كل ما هو روسي، معتبرا أن التهديد وصل إلى الحدود الروسية، حيث ينشر الامريكيون المختبرات النووية والقواعد العسكرية.
وتابع: في حال إعلان حرب حقيقية ضد روسيا فعلى من يخطط لذلك أن يفهم حجم تداعياتها عليه.. لا شيء يضمن عدم توسع الناتو في أوروبا الشرقية”.
سقوط “خيرسون”
أعلنت السلطات الأوكرانية عن سقوط أول مدينة بشكل كامل، في قبضة القوات الروسية، وسط استمرار المعارك في أجزاء واسعة في البلاد، في ثامن أيام الغزو الروسي.
وأكد مسؤولون أوكرانيون ليل الأربعاء-الخميس، أن القوات الروسية سيطرت على مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع الروسية السيطرة على المدينة.
وقال رئيس الإدارة الإقليمية غينادي لاخوتا في رسالة عبر تطبيق تليغرام إنّ “المحتلّين (الروس) موجودون في كلّ شوارع المدينة وهم خطرون جدا”.
وقال إيغور كوليخاييف، عمدة مدينة خيرسون البالغ عدد سكانها 290 ألف نسمة، إن “قائد القوات الروسية أبلغنا أنه سينشئ إدارة جديدة مماثلة لدونيتسك ولوغانسك”.
وأضاف: “لم تكن لدينا أسلحة، ولم نكن عدوانيين. أظهرنا أننا نعمل لتأمين المدينة، ونحاول التعامل مع عواقب الغزو”.
وخيرسون، مدينة ساحلية في جنوب أوكرانيا، يبلغ عدد سكانها نحو ربع مليون نسمة، وتقع عند مصب نهر دنيبر في البحر الأسود.
“ماريوبل” مهددة
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الانفصالية في “دونيتسك”، ضيقت الخناق على مدينة “ماريوبل”، عقب سيطرتها على مناطق “فينوغرادنويه ساراتكا” و”فوديانويه”.
وحذر فاديم بويشينكو، عمدة مدينة “ماريوبل” جنوب أوكرانيا من أن الفترات الحالية في المدينة هي الأصعب منذ بدء الغزو الروسي، وسط “قصف عنيف وتزايد أعداد الجرحى المدنيين في المستشفيات”.
ولفت إلى أن القصف العنيف المستمر على المدينة منذ مساء الثلاثاء لا يسمح للسلطات بإجلاء الجرحى من المدينة، كما أنه أعلن عن إصابة 42 مدنيا إثر القصف الروسي على المنازل ومستشفى التوليد والمدارس.
ووفق خبراء، فإن القوات الروسية تسعى للسيطرة على “ماريوبل”، لتأمين اتصال ميداني مع القوات القادمة من شبه جزيرة القرم، وتلك القادمة من المناطق الانفصالية في الشمال الشرقي من أوكرانيا.
بدورها قالت زارة الدفاع الأوكرانية، إن العدو لم يحقق هدفه بالاستيلاء على “ماريوبل” والوصول إلى حدود منطقتي “دونيتسك ولوغانسك”.
ونقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” عن مصدر أمريكي (لم تسمه)، قوله إن القافلة الروسية المتجهة نحو كييف توقفت بسبب المقاومة ونقص الإمدادات.
وحذر مسؤول أمريكي من أن القوات البحرية الروسية تستعد لشن هجوم على مدينة أوديسا الأوكرانية.
وقال المسؤول لشبكة “فوكس نيوز” إن عدة سفن حربية روسية تتجه من شبه جزيرة القرم إلى مدينة أوديسا الأوكرانية، وقد تتعرض المدينة اليوم لهجوم برمائي روسي.
“خاركيف”.. استمرار القصف
وفي المحور الشمالي، في خاركيف تحديدا (ثاني أكبر مدن أوكرانيا)، أعلنت السلطات المحلية عن مقتل 21 شخصا على الأقل وإصابة 112 في قصف روسي على المدينة، مؤكدة أن أحد الصواريخ استهدف مبنى البلدية.
وقالت هيئة الطوارئ الأوكرانية، إن ثلاثة أشخاص قتلوا جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية، إن قوات روسية أجرت عملية إنزال جوي على المستشفى العسكري في خاركيف، أعقبته أصوات اشتباكات.
وأفادت أيضا بمقتل ثلاثة أشخاص جراء ضربة صاروخية استهدفت مبنى الشرطة والجامعة الوطنية في خاركيف.
دعم عسكري
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية، إن الجيش الأوكراني استلمت من استونيا الدفعة الثانية من مجمعات الصواريخ المضادة للدبابات، مشيرة إلى أن 19 دولة أرسلت مساعدات عسكرية لحكومة كييف.
وأوضحت الوزارة في بيان، الخميس، أنها تلقت مساعدات عسكرية من قبل 19 حكومة أجنبية، تشمل أحدث الأسلحة والذخيرة ومعدات الحماية والمعدات الطبية والوقود، لتلبية احتياجات الجيش الأوكراني بشكل منتظم”.
وأشارت إلى أن “الدبلوماسيين يجرون محادثات مكثفة للحصول من الشركاء، على طائرات مقاتلة إضافية للقوات الجوية في أقصر وقت ممكن”.
ووافقت الحكومة الألمانية على طلب السلطات الأوكرانية، تزويدها بأسلحة مضادة للطائرات، بالتزامن مع اشتداد المعارك في البلاد.
وقالت وزارة الاقتصاد الألمانية، إنها وافقت على تزويد القوات الأوكرانية بـ2700 صاروخ مضاد للطائرات.
وأكد مسؤول أمريكي لشبكة “إيه بي سي نيوز”، أن “البنتاغون” سلم القوات الأوكرانية عدة مئات من صواريخ “ستينغر” المضادة للطائرات، ومن المتوقع تسليم شحنات إضافية من صواريخ أرض-جو المحمولة في المستقبل القريب.
خسائر الحرب
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن القوات الروسية اعترفت للمرة الأولى بالخسائر البشرية التي تكبدها الجيش، جراء الغزو على البلاد، بعد تأكيد مقتل 498 جنديا وإصابة 1597 آخرين.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، عن استهداف 1612 موقعا للجيش الأوكراني منذ بدء الغزو الروسي، من بينها 62 نقطة مراقبة ومراكز اتصال، إضافة إلى 39 منظومة صواريخ دفاع جوي من طراز “إس-300″، وبوك “إم–1″، وأوسا، و52 محطة رادار.
وأشار إلى أن “الهجوم الروسي على أوكرانيا أسفر عن تدمير 49 طائرة على الأرض و13 طائرة في الجو و606 دبابات وعربات قتالية مدرعة أخرى و67 نظام صواريخ متعددة و227 مدفعية ميدانية ومدفع هاون و405 وحدات من المركبات العسكرية الخاصة و53 طائرة بدون طيار”.
إغلاق المضائق
رأى العقيد البحري الاحتياطي في الجيش الروسي، فلاديمير غونداروف، أن قرار تركيا إغلاق المضائق في وجه السفن الحربية بموجب اتفاقية مونترو، لن يخلق أي مشاكل للأسطول الروسي في البحر الأسود، معتبرا أن الإغلاق مفيد لروسيا، لأنه يستبعد ظهور السفن الحربية التابعة لدول الناتو في البحر الأسود.
وأوضح أن دول “الناتو” في الوقت الراهن ليس لديها سفن حربية، أو طائرات مسيرة في المجال الجوي فوق المنطقة، بما في ذلك فوق أوكرانيا، وفق صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية.
وأشار إلى أن اتفاقية مونترو تتيح عودة السفن الحربية إلى موانئها الأصلية حتى بعد تفعيل النظام الخاص في المضائق، مؤكدا أن السفن الروسية المتواجدة في ميناء طرطوس الروسي بإمكانها العودة إلى روسيا، لأن تركيا ملزمة بالسماح لها بالمرور بالطريقة المعتادة.
المصدر: عربي21