القصاص من الانقلابيين**** تتواصل محاكمة مرتكبي جريمة تقويض النظام الديمقراطي في يونيو ١٩٨٩، وقد تطاول امد هذه المحاكمة التي يعلم الكل بيناتها وحيثياتها ولا ينكرها منفذوها، بل إن احد منفذيها وهو الأستاذ علي الحاج وفي ندوة مشهوده بعد سقوط الطاغية البشير قال اذا عادت البلاد إلى ما كانت عليه في ١٩٨٩ فسوف نقوم بالانقلاب مرة أخرى! هؤلاء المتجبرين لابد أن يضع لهم حدا وان ينالوا العقاب الحاسم لهم والرادع لامثالهم، حتى يفكر كل من يريد الانقلاب على شرعية الشعب وديمقراطيته الف مرة قبل أن ينقلب عليها.
القصاص من الانقلابيين*** اذا كنا نريد تحصين الديمقراطية القادمة وحماية مستقبل التداول السلمي للسلطة من مغامرات الأحزاب والعسكر فيجب أن نضغط جميعا من أجل النطق بالحكم في قضية تقويض النظام الديمقراطي في ١٩٨٩، هذه القضية هي أهم قضية على الإطلاق في القضايا التي تناقشها محاكم الثورة، هي أم القضايا واكبرهن، وعلى الجميع ان يتابعها وان يضغط في سبيل استكمالها وعدم افلات الانقلابيين من العقاب مهما كانت الأسباب. معاقبة هذه الشرزمة الانقلابية سترسل رسائل متعددة في بريد الكثيرين الذين يتحينون الفرص للانقضاض على حكومة الثورة بالانقلاب، معاقبة هؤلاء الانقلابيين بعد ٣٢ سنة من انقلابهم سوف تؤكد لكل انقلابي بأن العقاب في انتظاره طال الزمان ام قصر، وهي تذكرة رادعة، أوردها العزيز الجبار في القرآن حين قال ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب).
القصاص من الانقلابيين**** لا يستطيع الانقلابيون انكار تنفيذهم لجريمة الانقلاب، فالادلة موجودة (على قفا من يشيل) صورة وصوت، وملايين السودانيين شهودا عليها، فلماذا التأخير في النطق بالحكم؟ لا نمانع ان ينال كل متهم حقه في الدفاع عن نفسه وتبرئتها من التهم، ولكنها جريمة بينة لا مجال فيها للانكار ولا (الزوغان)، وما يقوله بعض محامي الدفاع عن سقوط هذه الجريمة بالتقادم هو عذر ساذج ومضحك، فالانقلاب لا يحسب من لحظة وقوعه وينتهي بها وإنما يحسب من لحظة وقوعه إلى لحظة الثورة عليه، الانقلاب ظل موجودا ويتجدد يوميا من ١٩٨٩ إلى ١١ أبريل ٢٠١٩، حتى ثار الشعب عليه وأسقطه.
القصاص من الانقلابيين*** مواكب ٣٠ يونيو يجب أن تسيير إلى سجن كوبر للمطالبة بالقصاص من الانقلابيين، هذا القصاص هو الطريق الاكيد لتخليص البلاد من رؤوس الشر والفساد، والطريق السليم لتحصين الديمقراطية من اي انقلاب في المستقبل، محاكمة الانقلابيين سوف تمثل الخلاص لكل الضحايا من ١٩٨٩ إلى ٢٠١٩، ستمثل ردا للدين ومداواة لجراح كل سوداني تعذب او جرح او فصل من عمل او تشرد او هاجر غصبا عنه او ترك الدراسة ليعيل اسرته، هي الشفاء لكل اب وام وأسرة مكلومة عبر ٣٠ سنة من القهر والدكتاتورية، فالخلاص نبتغي والقصاص نريد، والعدالة دوما طريق الفلاح والاستقرار.
يوسف السندي
[email protected]