أخبار السودان :
القرن الافريقي ساحة لصراع الكبار
يمثل البحر الأحمر احد اهم الممرات المائية العالمية وعبره تمر كمية كبيرة من التجارة العالمية ، وباعتبار ان القرن الافريقي يقع في منطقة البحر الأحمر لذا فان هذا الجزء من العالم يمثل للجميع اهمية كبري ، ويصطرع الكبار سواء مباشرة او عبر ادواتهم في محاولات السيطرة عليه وتثبيت نفوذهم واكتساب المزيد من المواقع عليه ، وفي هذا الصدد برزت مؤخرا المشكلة بين إثيوبيا والصومال والدور الواضح لشركة موانئ دبي في هذا الصراع ودور الإمارات بشكل عام في زعزغة استقرار العديد من البؤر المهمة ومنها منطقة البحر الأحمر والقرن الافريقي ، ويتحدث المحللون عن دور فرنسي ظاهر في اثارة القلاقل وسياسة فرنسا في منطقة القرن الأفريقي من الوضوح بحيث لايمكن انكارها ، ولاتخفي فرنسا تنسيقها مع إسرائيل والتي تعمل من خلال بعض الحلفاء ومنهم الإمارات على تثبيت مواطئ قدم لها كما حدث في اثيوبيا واريتريا وبرزت اهمية هذه النقاط بعد التطورات الاخيرة من قبل اليمنيين في البحرين الاحمر والعربي والدور الذي لعبه احرار اليمن في التاثير على اقتصاد العدو ، وقد لعبت فرنسا والامارات واسرائيل دورا في تعميق الصراع الدولي بين روسيا والصين من جهة والمعسكر الغربي ممثلاً في فرنسا وبريطانيا وأميركا من جهة ثانية خاصة في ظل تمدد النفوذ الصيني الروسي في أفريقيا على حساب النفوذ الغربي التاريخي في القارة السمراء ، قارة الموارد والمستقبل.
ومن المتوقع ان تجدد الخطوة الإثيوبية الأخيرة الصراع بين اديس ابابا ومقديشو التي ما تزال تطالب باسترداد إقليم أوغادين ، ويخشي الصومال من فقدان اراض جديدة بعد الاتفاق بين اثيوبيا وأرض الصومال حول منح ميناء بربرة لاثيوبيا.
وكان رئيس وزراء اثيوبيا آبي احمد قد قال قبل اسابيع ان مسالة حصول بلاده على منفذ بحري تعتبر مسالة حياة او موت ، وليس هناك مجال لمجرد التاخير في هذا الامر ، واستدعت هذه التصريحات قلق إريتريا التي سبق ان دخلت مع اثيوبيا في صراع مسلح ، وكان هدف اثيوبيا بسط سيطرتها على ميناء مصوع ، واخافت كلمات ابي احمد الاريتريين ولم يأمنوا ان تهاجمهم اثيوبيا مرة أخرى متى شعرت بالقوة. ان هذه الصراعات وغيرها تشكل تهديدا حقيقيا لامن واستقرار البحر الأحمر والقرن الافريقي.
سليمان منصور