القاهرة الخرطوم انجمينا..تحركات غامضة
الأوضاع المضطربة فى الإقليم جعلت الخرطوم تستقبل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى رغم الظرف الحرجة التى تمر بها مصر وبالذات فى الجانب الإقتصادى مما ينذر بتفجر الأوضاع الإجتماعية فى هذا البلد الكبير ، ومع ذلك شد الرئيس السيسى الركاب إلى الخرطوم فى زيارة استغرقت يوما واحدا ، وقد مهد لهذه الزيارة زيارات منتظمة للخرطوم قام بها مدير المخابرات المصرية ، الذى جاء بعنوان واضح وهو طرح مصر لمبادرة تسهم فى حل الازمة السودانية التى استفحلت.
الرئيس السيسى التقى المسؤولين السودانيين وعلى رأسهم الفريق عيد الفتاح البرهان ، ولا ندرى ما ذا جرى بالضبط فى لقاءات الرئيس السيسى بالخرطوم ، لكنها حتما لم تقتصر على المبادرة المصرية لحل الأشكال السودانى ، ويتوقع كثيرون ان يكون الرئيس السيسي حاملا رسالة إلى الحكومة السودانية تتعلق بقضية التطبيع ومؤتمر المغرب الذى يجمع المطبعين ، والذى اسمته دويلة الكيان الغاصب مؤتمر النقب 2 ، إشارة إلى الاجتماع الذى تم فى النقب مارس 2022 ، وضم وزراء خارجية الدول المطبعة إلى جانب وزيرى خارجية أمريكا والكيان الصهيونى ، ولايستبعد البعض ان يكون السيسى قد تناول هذا الملف مع البرهان ، خاصة مع تصاعد المواقف الشعبية الرافضة للتطبيع فى البلدين والمنطقة ككل وتعالى الأصوات الداعمة للشعب الفلسطينى ومقاومته الباسلة.
بعد زيارة الرئيس السيسى إلى الخرطوم حل كل من الرئيس البرهان ونائبه حميدتى فى انجمينا كل على حده ، وفى يومين متتاليين ، مما اثار التساؤلات وفتح الباب أمام التكهنات خاصة مع تسريبات هنا وهناك حول بعض الملفات التى تم بحثها فى هذه الزيارات.
المعلن عن زيارة الفريق البرهان انها تناولت مع نظيره التشادى قضايا الأمن على الحدود والتداخل الكبير بين الشعبين والسعى لضبط الحدود وما لم يتم الإعلان عنه وما يتكهن به البعض ان البرهان استمع إلى رؤية حول الدور الأمريكى فى غرب ووسط أفريقيا وما يراد من السودان فى هذا الأمر.
اما زيارة حميدتى والتى اعقبت زيارة البرهان فقيل انها تركزت على إيصال رسائل واضحة إلى حميدتى تبين انزعاج أمريكا وفرنسا من التنسيق الكامل بين الدعم السريع وروسيا والدور الذى تطلع به قوات حميدتى فى أفريقيا الوسطى وخطر تمدد الاضطرابات فى هذا البلد المتوتر إلى عموم المنطقة.
إن زيارة الرئيس السيسى إلى الخرطوم وزيارتى البرهان وحميدتى إلى انجمينا مع التوتر العالى الان فى بانغى كلها ملفات متشابكة تمثل فيها أجهزة المخابرات الدولية لاعبا اساسيا.
سليمان منصور