خلال الفترات التي كان يعلو فيها صوت ما يعرف بنداء أهل السودان؛ تلك المبادرة التي قادها الزعيم الديني الشيخ الطيب الجد خليفة الشيخ ود بدر، ووجدت رواجا وتجاوبا كبيرا من قبل عدد من القوى السياسية والمجتمعية والتي يعتبرها غالبية أهل السودان بأنها مجرد واجهات لفلول النظام البائد. ورغم أن مبادرة أهل السودان مضت في مؤتمراتها وتحشيدها الجماهيري، إلا أنها لم تحظى باهتمام من جانب المجتمع الدولي والاقليمي بحسبان أن المبادرة لم تجتذب سوى واجهات سياسية ومجتمعية عرفت أوساط السودانيين بعدائها لشعارات وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة، فضلا عن تباكي هذه المجموعات على نظام المخلوع البشير. وبحسب نشطاء ، كان واضحا جدا أن فلول النظام البائد تريد ترويض مبادرة نداء أهل السودان لصالح وضع الحكم في يد العسكر ومن ثم حماية النظام البائد ومنسوبيه . وعندما باءت كل محاولات أهل السودان بالفشل الذريع ولم تعد مكوناتها قوى ذات وزن وتأثير في المشهد الانتقالي السوداني، ها هي مؤشرات الفلول تتحرك نحو مجموعة الكتلة الديمقراطية التي تضم اهم حركتين من الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا. ويتلخص موقف الكتلة الديمقراطية في رفض العملية السياسية التي يقودها المجتمع الدولي الآن، كاخر فرصة لحل سياسي للأزمة السودانية، ويدرك الفلول أنه في حال انصياع مناوي وجبريل للدعوة بالاتحاق بالاتفاق الاطاري دون بقية مكونات الكتلة الديمقراطية، فهذا يعني نجاح العملية السياسية التي سوف تعاود مرة أخرى تفكيك بنية النظام البائد وربما تخطو خطوات جادة نحو محاسبة رموزهم المتورطين في انتهاكات عديدة. ولهذا وبحسب نشطاء، فإن الفلول باتوا الآن يراهنون بشدة على موقف الكتلة الديمقراطية الرافض للعملية السياسية، بالاستناد والاستفادة من موقف قيادات الجيش السوداني المتذبذبة تجاه المضي في الاتفاق الاطاري دون الالتفات لموقف الكتلة الديمقراطية تحديدا.
المصدر: الجريدة