الفتنة نائمة
لايستقيم ان يظل القتل مخيما على بلدنا ، ولا يمر وقت بسيط الا وتفجعنا النوازل باقتتال هنا أو هناك ، ويسقط ابناء اليلد ضحايا مضرجين بدمائهم ، وبسبب هذا الاقتتال العبثى والقتل يدخل الحزن بيوت السودان ، إذ يتيتم أطفال ، وتترمل نساء ، وتثكل أمهات ، وتهدا الأوضاع لتعود وتنفجر من جديد ، حتى أصبح الناس يخشون ان يسمعوا اخبار الموت كل يوم.
ماشهدته إحدى قرى ولاية غرب كردفان – قرية الممسوكة الوادعة الهادئة – يعتبر احدى مآسى بلادنا التى يموت فيها الناس بدون اسباب تصلح دوافع للاقتتال المفضى للموت ، والحال انهم اهل وأقارب واصهار ، لكنهم بكل اسف يسلمون قيادهم للشيطان الذى يسيرهم كما يريد ، وفى الاخبار آن نزاعا مسلحا قد نشب بين المواطنين في مواجهات أهلية مسلحة بقرية الممسوكة بغرب كردفان.
وتقع الممسوكة على الحدود الإدارية بين قبائل المسيرية والحمر ، بمحلية السنوط في ولاية غرب كردفان داخل الشق الإداري للمسيرية ، وعلى مقربة من منطقة جبل الشياب الذي شهد قبل أربعة أيام تبادلا لإطلاق النار بين جماعة من المسيرية وآخرى من الحمر بسبب اتهامات متبادلة بسرقة بهائم.
ووقع القتال حينما هاجم مسلحون ينتسبون إلى قبيلة الحمر قرية الممسوكة التي تسكنها قبيلة المسبعات، بعد تهديدات متكررة تلقاها الأهالي من المهاجمين.
وأفادت المصادر أنه تم قتل ستة أشخاص من أبناء القرية خلال المواجهات التي استمرت منذ بعد الظهر وحتى مغيب شمس يوم السبت، وهم: مضوي حسين آدم يعقوب، صديق جمعة عمر، أحمد عبد القادر أحمد علي، عمر يس عمر، فضل خميس عمر، وعمر حامد فضل المولى، فيما فُقد شخص وأصيب 4 آخرون نقلوا إلى مستشفيات الأبيض وأبوزبد والخرطوم.
وأكدت المصادر سقوط نحو 20 قتيلًا من المهاجمين بينهم زعيم المجموعة المطلوب لدى السلطات في عدد من الجرائم التي ارتكبتها مجموعته.
وتشهد المنطقة حالة من الاصطفاف والتحشيد القبلي بين المسيرية والحمر ، في ظل غياب تام للجهات الأمنية الرسمية على الرغم من انتشار الأسلحة بشكل كبير في أيدي المواطنين.
وطالب مواطنون بالمنطقة السلطات الحكومية بالتدخل العاجل للفصل بين القبائل المحتشدة.
وفي يوليو الماضي، شهدت منطقة المحفورة القريبة من قرية الممسوكة اشتباكات بين منسوبين لقبيلتي الحمر والمسيرية أودت بحياة العشرات.
وتتهم المجموعة التي هاجمت قرية الممسوكة بالضلوع في الاعتداء وتشريد وحرق نحو عشر قرى، هجرها سكانها إلى مناطق أخرى.
انه لأمر مؤسف ان تتدحرج الأمور إلى هذا المستوى ويفقد البلد ارواحا من أبنائه ، والامر المحزن ان هذه المناطق تشهد تداخلا يصعب فصله فالناس هناك اهل وأقارب واصهار ويندر ان تجد قرية او عائلة ليست لها مصاهرة مع أخرى وهذا يعنى ان الاقتتال والموت يجعل كثيرين قاتلين ومقتولين فى نفس الوقت.
نتمنى أن يتنادى الجميع ويهبوا معا إلى وضع حد للفتنة ووأدها فى مهدها.
سليمان منصور