فى اى كارثة او بلاء يحل بالناس يتنادى الجميع لنجدة أهلهم المنكوبين ، فما الناس الا اثنان اخ لك فى الدين او نظير لك فى الخلق، كما ورد فى الأثر الشريف ، ولو تعامل الناس كل الناس بهذه القاعدة واتخذوها شعارا لهم اذن لفازوا جميعا ، ولانتهت بشكل كامل كل انواع العنصرية والتفرقة بين الناس.
ونحن – اهل السودان – يعرفنا الجميع بالفزعة والنجدة والنفير ، ودوما ما نتنادى لنصرة بعضنا بعضا ، فى كل صغيرة وكبيرة ، فرحا او ترحا ، وعندما تحل الكوارث يعرف الجميع ان واجبهم ان يهبوا معا لنصرة بعضهم بعضا ، وتخفيف الألم عن المنكوبين ومن حلت بهم الكوارث.
وقد تابعنا فى الايام الماضية الكوارث التى حلت باهلنا فى عدد من مناطق السودان جراء السيول والامطار التى خلفت عددا من الشهداء والجرحى ، وانهارت دور ومؤسسات ، وحاصرت المياه العديد من القرى ، وبعضها مهدد بالازالة تماما ، وكثير منها فى وضع خطر ، وتقع تحت دائرة التهديد باجتياح السيول فى كل لحظة ، كما أن أثارا بيئية خطيرة تنتظر هذه المناطق المنكوبة.
ولنتصور جزء من المعاناة لأهلنا دعونا نطلع على التقرير المختصر للدفاع المدنى بهذا الشأن والذى صدر قبل يومين ، يقول الخبر :
أصدر الدفاع المدني إحصائية جديدة لأضرار الفيضانات والسيول حتى السبت 20 أغسطس 2022.. حيث بلغ عدد الوفيات 79 ، وأصيب 31 مواطناً.
إلى ذلك تهدم 15184 منزلاً و34 مرفقاً عمومياً و69 متجراً ومخزناً بصورة كلية، وتضرر 22207 منزل بشكل جزئي.
هذا البلاء الذى حل باهلنا يتطلب تكاتف كل الجهود حتى يتم تقديم العون السريع إلى الالاف وهم فى العراء ، وتزداد أوضاعهم حرجا مع مرور الايام خاصة فى ظل التقصير الكبير للحكومة عن أداء واجبها والقيام بمهامها ، بل الغياب التام للحكومة ، والوضع الاقتصادى بالغ السوء ، والمعاناة التى يعيشها شعبنا ، وإضافة إلى هذا الوضع الصعب الذى يعيشه الشعب جاءت كارثة السيول لتضاعف معاناة الناس على معاناتهم التى يعيشونها اصلا ، ويشكل غياب الحكومة تحديا اخر يضاف إلى التحديات التى يواجهها المنكوبون.
إن هذا الوضع الصعب الذى يعيشه أهلنا فى مناطق الكوارث يحتم على الشعب فى كل ارجاء الوطن وعلى السودانيين فى الخارج ان يسارعوا إلى تشكيل هيئات تتولى جمع التبرعات ومن كل بقدر استطاعته لنجدة أهلنا فى المناطق المنكوبة ، ولو ان النية خلصت وسريعا تحرك الناس فإنهم باذن الله تعالى سيقدمون العون اللازم لاهلهم والله تعالى نساله ان يلطف بالعباد والبلاد.
سليمان منصور