أخبار السودان :
الغرب..سقوط قانوني وأخلاقي كبير
لا اظن أحدا في العالم يمكن أن يصدق بعد الآن الادعاء الكبير للغرب باحترامه حقوق الإنسان ورعايته الحق في التعبير بعد أن شاهد الجميع كيف تعاملت حكومات غربية مع التظاهرات المؤيدة لغزة والمحتجة على دعم حكوماتها للكيان الإسرائيلي وهو يمارس الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين الأبرياء الذين فاق عدد الضحايا منهم عشرات الآلاف.
والعجب العجاب ممن لايزال مفتونا بالغرب عموما وامريكا على وجه الخصوص وهي تتنصل عن كل التزام تحاول إجبار الاخرين على التقيد به وتحاكمهم على موضوع حقوق الإنسان وحرية التعبير فتقيم الدنيا ولا تقعدها لان هذه الدولة او تلك تمنع تظاهرة او تضيق على محتجين حتى إذا دارت الدائرة علي أمريكا فإذا بها تمنع التظاهرات وتعتقل المحتجين وتضربهم وتخالف القواعد العامة التي تدعي التمسك بها والنتيجة سقوط مدو علي مختلف المستويات.
أمريكا تعتقل الطلاب وتمنعهم من التعبير عن رأيهم وتفرق تجمعهم بل تمضي بعيدا وتفرض عقوبات على بعض الناشطين فنسمع اقتراحات بمضايقة بعضهم والتضييق عليهم اكاديميا ودعوات لقطع المنح من بعضهم بل دعوات لترحيل بعضهم خارج الولايات المتحدة وفرض قيود على أساتذة متضامنون مع طلابهم في احتجاجهم على ارتباط جامعاتهم بجامعات إسرائيلية، وما حدث في أمريكا نري نسخ منه في فرنسا والمانيا وبريطانيا وغيرها من البلدان الغربية وان اختلفت درجات التعاطي مع المحتجين لكن مايجمع بينها انها تخالف مبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان ويلزم ان يعرف الجميع أن الغرب سقط في امتحان التقيد بضوابط الديموقراطية والالتزام بما تقنضيه.
ان أمريكا التي تتحدث كثيرا عن الديموقراطية وحقوق الإنسان قد سقطت سقوطا مدويا في اختبار
حرية التعبير والحرية الأكاديمية
وتكرر هذه الأيام ما شهدته ستينات القرن الماضي ايام الاحتجاجات
المناهضة لحرب فيتنام ، وتلا ذلك الحملات القمعية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر والغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، لا سيما في مجال القانون والمراقبة، وخاصة داخل الجامعات
وقد ساد اعتقاد لدي كثيرين ان هذا
النوع من القمع، وخاصة في الجامعات لن يتكرر أبدا لكن ماحدث مؤخرا مع الاحتجاجات الطلابية المحتجة على الحرب في غزة ابطل هذا الاعتقاد وبان للجميع كيف سقطت أمريكا قانونيا و اخلاقيا وهي تدوس على مبادئ ترفعها فذهبت الحرية الأكاديمية وحرية التعبير في مذبح السياسة الامريكية المنافقة.
سليمان منصور