مع اقتراب ذكرى رحيل الكاتب الإيرلندي، صاموئيل بيكيت (13 نيسان، أبريل 1906 ــ 22 كانون الأوّل/ ديسمبر 1989)، تتزايد استعاداتُه في فرنسا، البلد الذي عاش فيه وكتب أغلب أعماله بلغته، حيث تُمَثَّل نصوصٌ مسرحية له في عروض جرت برمجتها لتتزامن مع هذه المناسبة، في حين تصدر المراجعات والكتب ضمن المسعى نفسه.
من الأعمال التي تأتي في هذه المناسبة، وكذلك بمناسبة الذكرى المئوية السابعة لرحيل الشاعر الإيطالي الأشهر، دانتي، كتاب الباحث جان بيار فيرّيني “دانتي وبيكيت”، الذي صدر حديثاً لدى “منشورات هيرمان” في باريس، ويتوقّف فيه المؤلّف عند المرجعية التي شكّلها صاحب “الكوميديا الإلهية” لدى حائزة “جائزة نوبل للآداب”.
الصورة
دانتي وبيكيت
يشير فيرّيني إلى أنه إذا كان مواطن بيكيت، جيمس جويس (1882 ــ 1941) يشكّل المرجعيّة الأولى لديه، ولا سيّما في عمله الأبرز والأضخم “عوليس”، فإن دانتي يمثّل التجربة الثانية التي ألهمت صاحب “في انتظار غودو” وأثّرت في تجربته، حيث “لم يتوقّف صاموئيل بيكيت عن قراءة دانتي منذ سنوات الدراسة في دبلن وحتى رحيله عام 1989”.
ويوضّح المؤلّف طبيعة هذه القراءة، فهي لا تتجذّر ضمن مقاربة نقدية، بل تتوجّه إلى النصّ الدانتي بوصفه نبعاً ومصدراً لبيكيت، وباعتباره “طاقةً” دافعة للفعل الكتابي عند الروائي والمسرحي الإيرلندي. إذ لا يكاد يختفي حضور دانتي في أحد أعماله حتى يُعاود الظهور في كتابٍ آخر، ضمن استمراريةً منطقية يصفها فيرّيني بأنها “نموذجية”.
وبخلاف الأعمال المنشورة حول العلاقة بين الاسمين، فإنّ جان بيار فيرّيني يقترح، في كتابه هذا، “جرداً شاملاً” للمواضع التي يحضر فيها دانتي لدى بيكيت، بشكل مباشر أو عبر التلميح، مع التركيز على القراءة التجديدية التي يقدّمها بيكيت لـ”الكوميديا الإلهية”، والتي تركت أثراً على عددٍ ممّن قرأوها من بعده.
المصدر العربي الجديد