أخبار السودان :
العطش معاناة قاسية تواجه الخرطوم
واحدة من صور المعاناة الشديدة التى يعيشها مواطنو ولاية الخرطوم العطش الذي يزيد أوضاعهم سوءا على سوئها ويؤزم الأمور ويذهب بها نحو الأصعب ، ويمكن للناس ان يتحملوا كثيرا من المتاعب والمشاق الا ان إنعدام او حتى نقص الماء وصعوبة الحصول عليه امر غير مقدور عليه ، وهناك مناطق عانت من العطش منذ الايام الأولى لاندلاع هذه الحرب اللعينة حيث أقدمت قوات الدعم السريع في أولى ايام الحرب باحتلال بعض محطات المياه واعتقلت العاملين فيها وعطلت ضخ الماء إلى الناس واستخدمت العاملين في هذه المحطات كدروع بشرية في سلوك لا علاقة له من قريب أو بعيد بالعناوين التي طرحتها لحربها ، ومن المؤسف ان تعطش بعض احياء مدينة حباها الله تعالي بنهرين ومياه متدفقة طوال العام ، وبسبب الحرب اللعينة يلجأ بعض سكان العاصمة المنكوبة إلي حفر باطن الأرض بحثاً عن مياه الشرب.
وكشفت أزمة مياه الشرب في الخرطوم عن الوجه الأكثر قسوة وقبحا لهذه الحرب التي دفعت عديدين الي ترك ديارهم متوزعين مابين نزوح ولجوء ، وهاهي الحرب تدخل عامها الثاني ومن لم يغادر العاصمة اضطر بعضهم إلى حفر باطن الأرض بحثاً عن المياه، بينما ظل آخرون ينتشلونها من المجاري وآبار الصرف الصحي.
وينقطع الإمداد المائي عن مناطق واسعة جنوب الخرطوم وشرقها ، وفي مدينة بحري بسبب احتلال الدعم السريع لمحطات المياه قبل أن يتم تدميرها على أيدي الدعم السريع، وتسبب انقطاع الكهرباء الناتج من تدمير محطات الإنتاج وشبكات التوزيع بخروج محطات المياه النيلية والآبار الجوفية عن الخدمة، فجميعها يعمل بالطاقة، ولم يتسن تشغيل المولدات الكهربائية الاحتياطية نسبة لشح الوقود وغلائه.
ويروي بعض سكان منطقة الحاج يوسف في شرق النيل ان انقطاع الكهرباء عنهم منذ بداية شهر رمضان فاقم معاناتهم إذ انقطعت عنهم المياه ولم يكن امام بعضهم خيار غير انتشال المياه يدوياً من ابيار مخصصة لأغراض الصرف الصحي في الحي السكني، من أجل شربها وطهي الطعام.
وتخشي منظمات مختصة ان يواجه مئات الآلاف من السودانيين الذين يقيمون في مناطق النزاع المسلح في الخرطوم شبح الموت عطشاً، برغم وجودهم بين النيلين الأبيض والأزرق
لكن لا يستطيعون الوصول إليها نتيجة انتشار قوات الدعم السريع حولها، وسيطرتها على شركات المياه والكهرباء وتدميرها.
سليمان منصور