أقرت هيئة مياه ولاية الخرطوم ، بوجود أزمة عطش طاحنة” في مناطق لم تعرف العطش من قبل بالعاصمة، خاصة التي تعتمد على المحطات النيلية، وأرجعت الهيئة ذلك إلى” قدم المحطات “وعدم مواكبتها للتوسع السكاني الأفقي والرأسي.
مسؤولية الحكومة
وقال مدير عام الهيئة مأمون عوض حسن، في تنوير صحفي أمس، إن الولاية في حاجة عاجلة لإنتاج ١.٥ مليون م م م لسد الفجوة، من إجمالي ٢.٧٠٦ مليون م م م يومياً، مشدداً على، ضرورة إنشاء ثلاث محطات نيلية، الصالحة، المرحلة الثانية من سوبا، وأم دوم، وذكر أنه حال عدم تنفيذ تلك المحطات، “ستعيش الخرطوم في عطش”، مؤكداً وجود تعقيدات مالية، تسبب في تأخر إنشاء المحطات، وزاد أن خطوة بنك السودان المركزي، في إيقاف الضمانات المالية للمشاريع الحكومية، شكلت عائقاً في تنفيذ الثلاث محطات، وحمل مأمون، الحكومة مسؤولية الأزمة، وأفاد لا بد من التخطيط والتنفيذ، وأن هذه الأزمة متوارثة من أعوام، ولكنها تمضي للأسوأ.
حل الأزمة
وعد مأمون، بحل هذه الأزمة في غضون ثلاثة أسابيع، من خلال إكمال الصيانة لمحطة المقرن بإضافة ١٨ ألف م م م ،إعادة تشغيل محطة بري بنحو ١٢ ألف م م م بجانب إدخال ٢٥ بئراً تدريجياً تضيف ٥٣ الف م م يوميا، ستكون الاولوية حسب مناطق العطش ، موضحا ان انتاجية المياه في الخرطوم ، اكثر من ٨٣٣ الف متر3 يوميا ، ويتوقع ان تصل الى ٩١٢ الف م م م، بنهاية ابربل الحالي، وشدد مأمون، على ان الحاجة الفعلية للمياه بالخرطوم ، اكثر من ٢.٧٠٦ مليون م م م يوميا ، بينما المتوفر حاليا ١.٨١٩ مليون م م م.
مشيرا الى ان ولاية الخرطوم رصدت مبلغ ٦٥٠ مليون جنيه، لحل مشكلة العطش بالولاية، توفر نصف المبلغ حاليا، كذلك ان الخطة الاسعافية تشمل التدخل العاجل بالتناكر وتكوين لجنة فنية من جهات مختصة عدة ، تتولى توزيع المياه في مناطق العطش، وتابع لا ننتبه للازمة الا بعد حدوثها، مشبها ذلك بـ” تنظيف البيت يوم الوقفة”.
التحوطات القادمة
واعتبر مامون، ان الفجوة في الوقت الراهن فوق المليون والنصف متر مكعب تزيد وتنقص مع عمل المحطات، لافتا إلى الجهود المبذولة لتأهيل الشبكات والخطوط القديمة وبعضها ما يزال من ( الاسبستوس) في المدن الثلاث، مشيرا الى ان الصيانات سوف تسهم في زيادة الانتاجية، اضافة الى التنسيق مع المدراء التنفيذيين بالمحليات ولجان الخدمات والتغيير لعمل مراجعات للخطوط، ثم اتخاذ التحوطات المبكرة للملء الثاني لسد النهضة من خلال المتابعة اليومية للمناسيب، عبر اللجنة المكونة لذلك لتفادي انحسار النيل من محطات المياه.
المحاربون القدامى
استعانت الهيئة، بعدد من معاشييها لمعرفة خطوط توصيلات المياه القديمة،
وابان مأمون، ان الهيئة شرعت في الاستعانة بالمعاشيين وقدامى العاملين بالهيئة لمعرفة الخطوط القديمة وزاد(ما كل الناس عارفين البلوفة مكانها وين) ومضى قائلا ان الاستعانة بالمعاشيين مهم للمصلحة العامة.
واتهم جهات لم يسمها بقفل البلف بمنطقة ود البشير وقال انه في ظل شح المياه يكثر أصحاب المصالح (بائعي المياه ،بعض موظفي الهيئة )، وربما تكون هنالك أهداف سياسية لقفل البلف ، مشيرا الى الاتفاق مع مدراء المحليات السبعة للتنسيق مع لجان الخدمات لمراقبة المحطات والخطوط، منعا لتكرار ما حدث.
صحيفة السوداني